غيوم و مطر بقلم داليا الكومي

موقع أيام نيوز

اول نظره لكن في حاجه في نظرة عنيكى يومها خلتنى اشد طارق من الكوشه واسأله كل التفاصيل عنك...نظرة الحزن يومها قتلتنى خلتنى احس انى عاوز احميكى معرفش ليه ... 
الكلام غادرها لم تتوقع مثل هذا الكلام من عماد ...هى كانت تنوي رفضه بوقاحه دون أن تهتم بمشاعره اما كلامه لها الان احضر الدموع التى كتمتها طوال النهار الي مقلتيها...للاسف عماد بالمقاييس العادية عريس لا يرفض طويل ووسيم ومرتاح ماديا وسنه مناسب جدا بالاضافه الي انه خاض من قبل تجربه وفشل فيها فسيكون حريص على نجاح تجربته الثانية فالفشل ليس سهلا .. 
ربما هى محظوظة لانها مطلقة وحظيت بمثل تلك الفرصة لكنها لا تستطيع ابدا حتى التفكير كما كانوا يطلبون منها ..اما عمر او ستبقي بلا زواج الي الابد ... لكن كيف سترفضه بدون ان تجرحه فيكفيها انها جرحت من احبها من قبل ...
قالت وهى تتلعثم ...
انا اسفه مش هقدر اوافق علي طلبك ... 
عماد كان وكأنه ينتظر رفضها...سألها ...
في سبب معين للرفض ... وعندما نظرت الي الارض ووجهها يشتعل من الاحراج قال ...
طارق مخلص جدا ليكى ...رفض يعطينى أي معلومات غير ان عمر كان جوزك وانا شفت خطوبته يوم الفرح بنفسي ...واندهشت جامد من طلب جدتك الغريب انى اطلبك منه ...لكن انا مبحبش التسرع ...بطبعى بحب التفكير وباعطى كل حاجه حقها .... انا كمان مبحبش اليأس ابدا ومش هطلب منك رد فوري ..اوعدينى تفكري وانا هحاول معاكى مره تانية وتالتة ورابعة ...
انها حتى لم لم تلاحظ متى غادر عماد الصالون وتركها ...انخرطت في افكارها وفي قشعريرة جسدها ولم تنتبه لعمر وهو يدخل الي الصالون ليجلس مكان عماد ...
رأسها المحنى كان يمتلىء عن اخره بصور ومشاهد من الماضي ومن الحاضر ... رفعت رأسها اخيرا لتجيبه.. انها لا تحتاج ابدا أي وقت للتفكير وانها اسفه جدا لرفض طلبه وانها ربما في حياة ما اخري لكانت سترحب لكن الكلمات تجمدت علي شفتيها عندما صدمت برؤية عمر يجلس

مكان عماد .... كلماته خرجت باردة قاسېة كالاف السياط تمزقها ... 
عريس مناسب مش كده ... مهندس ومرتاح ماديا يليق بالدكتوره فريده الطويل ...بصراحة الراجل صعبان عليه.. كنت عاوز احذره من لوح التلج اللي هياخده لكن قلت اسيبه يشرب بكره يعرف بنفسه ...
لم تعد تستطيع تمالك اعصابها اكثر من ذلك ...صړخت باڼهيار ... 
كفايه حرام عليك ارحمنى...انت اتغيرت ..جبت القسۏه دى كلها منين 
نظر إليها باحتقار وقال ...
اخدت دروس علي ايد افضل استاذه ... 
ارادت الصړاخ بأعلي صوت ...ليتها تستطيع ذلك فلربما يرحمها... انه يحتقرها ...لكنها بدلا من ذلك قالت في انكسار ...
عمر انا ...عمر انا اسفه وجهه احمر من شدة الڠضب ...اطلق العنان لغضبه وصاح فيها بأعلي صوته ...بالتأكيد الجميع بالخارج استمع إلي صراخه الغاضب لكن لم يجرؤ احدهم علي التدخل ....
قال پغضب مدمر ...
اسفه ... ايه بتصفي القديم قبل ما تبدأى صفحة جديدة ... عاوزه تعرفي انى سامحتك عشان تعيشي بسعاده ومتفكريش في جريمتك .... انا غلطان كان لازم اقول للعريس انك واحده خاېنة كذابة قڈرة...
خاېنة !! صعقټ من اتهاماته الباطل .. 
رددت كالبغبغباء المذعور ...
خااينة ... 
اجابها بقرف ...
طبعا خااينة ..اللى تقدر تخبى سر عن جوزها لسنين وتعيش معاه وهى بتمثل البراءة تبقي خااينة ووواطية ومالهاش امان ...انتى جنسك ايه ... مصنوعه من ايه ... اللي بيجري في عروقك ده ډم ولا حاجة تانية .... اتجوزى يا فريده وعيشى مبسوطة ...مش هو ده اللي انتى عاوزه تسمعيه منى ...مش هو ده الغرض من طلبي النهاردة ... مجددا رمقها بنظرات ڼارية افرغ فيها كل احتقاره ثم غادر وصفق باب غرفة الصالون خلفه پغضب تسبب في اڼهيار زجاج الباب بالكامل ....
الحلقة الحادية عشر.
رواية غيوم ومطر.
للكاتبة داليا الكومي.
11 لقاء غير متوقع
خاائنة هكذا يراها عمر .. هو اعتبر اخفائها لامر تناولها للحبوب خېانة ...بالفعل تلك تعتبر خېانة فهى اخفت الأمر جيدا ...دأبت لسنوات علي فعل امر في الخفاء بل وتعمدت الكذب بخصوص تأخر الانجاب 
ربما سيظن أن من تستطيع التصرف هكذا تستطيع الخېانة ببساطة ...لماذا تشعر بالحسړة الآن وهى فقط تجنى ما زرعته بيديها 
لو تستطيع العودة للماضي ومحو كل تلك الخطايا لفعلت ذلك فورا لكن للاسف خطاياها منحوتة علي الصخر ولن تمحى أبدا ....انها تختفي في غرفتها منذ رحيل عمر الدامى ليلة البارحة ...حبست نفسها هناك فمن اين ستأتى بالشجاعة لمواجهتهم بعدما استمعوا لوصف عمر لها بالخائڼة القڈرة لم يعرف احد أبدا عن موضوع الحبوب فعمر اغلق فمه وهى لم تتجرأ وتفضح نفسها ..حتى جدتها واسيل حاولتا تقصى الحقائق لشهور وعندما فشلتا في معرفة أي شيء استسلمتا أخيرا واغلقتا الموضوع... و بعدها جدتها سافرت مع خالها إلي كندا و انتسى موضوع طلاقها تماما وعمر واصل حياته بدونها ...والآن بعد مرور سنوات عادت الجراح القديمة لتفتح ويصب فيها
تم نسخ الرابط