على اوتار الفؤاد بقلم منال سالم
المحتويات
مابرحمش!
ثم انتصب في وقفته آمرا رجاله
خدوه من هنا!
صړخ نصيف مستغيثا ومهددا في نفس الآن
أنا ماينفعش يتعمل معايا كده أنا محامي ليا لي وضعي مش هاسكت عن المهزلة دي!
اقتاده فردي الحراسة إلى الخارج وكأنه مسجون حكم عليه بالإعدام ليتبعه آخران يجران الرجل المسجي على وجه تبعتهما نظرات أوس القاتمة دون إظهار أي تعاطف معهما لم يأبه بصړاخ نصيف المحتج الذي قد يثير الشبهات ويلفت الأنظار إليه فجل اهتمامه هو معاقبة من تسببوا في أذية أخته الصغرى حتى لو كلفه الأمر الكثير.
ظنت أنه سيتخلف عن الذهاب معها خلال متابعتها الدورية لفترة حملها خاصة حينما لم يعد إلى فيلته ولم يجب على اتصالاتها المتكررة له هو أعطاها هاتفا جديدا لكنه من طراز قديم لتهانفه منه وليضمن عدم انزعاجها من كم الأخبار المغلوطة والشائعات التي قد تجرحها نفسيا وتثبط من معنوياتها في ظروفها الحرجة تاك كانت مرته الأولى التي لم يحضر فيها معها شعرت بحزن قليل يجتاحها تغاضت تقى عن إحساسها بخيبة الأمل لتستقل السيارة وبصبحتها أفراد الحراسة الذين باتوا جزءا من روتينها اليومي أثناء تنقلاتها اتجهت إلى العيادة النسائية حسب الموعد المتفق عليه رحبت بها الممرضة واصطحبتها لغرفة الكشف ليتم تجهيزها وقبل أن تدخل الطبيبة بارسينيا تفاجأت به يطل برأسه من الباب وعلى وجهه ابتسامة ناعمة اعتدلت في نومتها لترمش بعينيها غير مصدقة هتفت وقلبها يدق پعنف
قاطعها قبل أن تتم عبارتها قائلا
حبيبتي ماينفعش أفوت حاجة زي دي..
جلس على طرف الفراش ماسحا برقة على وجنتها وهو يكمل
حتى لو كنت بأموت مش هاسيبك لوحدك.
ردت بتلهف خائڤ ونظراتها الناعسة تجوب على ملامح وجهه
بعد الشړ عنك.
نطقت الأعين بالكثير من المشاعر العميقة قطع خلوتهما المفعمة بالحب دخول الطبيبة بارسينيا التي ابتسمت لكليهما قبل أن تقول مرحبة
تنحى عن الفراش ليستقيم واقفا وهو يرد عليها
أهلا يا دكتورة طمنينا على تقى والجنين
حاضر
جلست الطبيبة في مقعدها المجاور للفراش وقامت بوضع السونار الطبي على بطن مريضتها بعد أن كشفت ثيابها الممرضة لتؤدي عملها بدقة وتأني لحظات شبه صامتة كانت الأعصاب فيها مشدودة تساءلت تقى بتوجس
إيه الأخبار
كله تمام يا هانم متقلقيش
تساءل أوس من خلفها
والجنين وضعه إيه
التفتت نحوه لتجيبه ببسمتها المهذبة
اطمن يا باشا نموه طبيعي ومافيش مشاكل في العمود الفقري الحمدلله.
تنهد معقبا عليها
الحمدلله.
ثم أضافت بهدوء روتيني وكأن ما تلقيه على مسامعهما أمرا عاديا
حلت الدهشة على كلا الزوجين فتبادلا نظرات حائرة مصډومة. أفاقت تقى من صډمتها لتتساءل على الفور
هو ولد
أجابتها بارسينيا مؤكدة
أيوه.
خفق قلبها بقوة وغمرتها فرحة عامرة ظهرت في وميض عينيها ردد أوس مذهولا وقد بدا إلى حد ما غير قادر على استيعاب ما قالته
مش معقول طب اتأكدي لو سمحتي.
ردت الطبيبة عليه بصوتها الهادئ
ثم استأذنت بالانصراف لتترك الاثنان في حالتهما المدهوشة طالع أوس زوجته بنظرات حائرة. توهمت تقى أنه غير راض عن تلك المفاجأة التي كانت سارة بالنسبة لها كانت خلجات وجهه كانت غير مقروءة وعيناه تائهتان نسبيا. غطت بطنها بثيابها سريعا وسحبت الغطاء عليها وهي تسأله بحذر
هو إنت مش مبسوط
حملق فيها بشرود طفيف كان واجما على عكس فرحته بوليدته البكرية حياة والتي كان ينتظرها بشغف كبير أطبق على شفتيه ليحتفظ بصمته المريب وكأن عقله تخلى عنه لينتقل إلى عالم آخر لم يجد ما يوصف به مشاعره حاليا نعم سيولد له طفلا ذكرا سيحمل اسمه ويكون امتدادا لنسله شرد يفكر في مستقبله الغامض أحس بالخۏف والرهبة في نفس الوقت خشي ألا يحسن تربيته فيفسده مثلما فعل أبيه الراحل معه تجهم بائن كسا ملامحه تعجبت تقى من سكوته الذي طال وبات هاجسها يقينا محسوسا ابتلعت ريقها لتقول
أنا كنت فكراك هتفرح لما تعرف إني حامل في ولد!
انتشلته من تفكيره الشارد لينظر لها بحنان قبل أن يرد بفتور
كله خير يا حبيبتي.
عبست تعبيراتها متسائلة بحزن مس قلبه
إنت زعلان صح
أمسك أوس بكفها وفركه بين راحتيه سحب شهيقا عميقا لفظه ببطء ليبرر لها سبب توتره
مش الفكرة يا تقى بس.. أنا خاېف
سألته بحيرة
من إيه
أجابها بعد تفكير ونظراته القلقة ظاهرة لها
معرفش أربيه تطلع أخلاقه زيي زمان.
مدت يدها لتمسح على صدغه مستشعرة خوفه من المجهول ابتسمت له ابتسامة رقيقة تذيب الجليد وتزيح الهموم رمقته بنظرتها الحنون قائلة له
أوس .. حبيبي أنا واثقة إنك هتربيه كويس وهيطلع أحسن مني ومنك خليك واثق في كلامي.
ثم مازحته بغنج
وبعدين شكلك بتحب البنات أكتر قول! اعترف!
اتسعت ابتسامته قليلا وهو يرد بتنهيدة بطيئة
البركة فيكي يا حب عمري!
هامسة له
ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
ظل يضمها إليه وهو يقاوم شعور التوتر الذي زاد بداخله خوفه كان غريزا نابعا من أحاسيس مختلطة عاشها من قبل وهو طفل
متابعة القراءة