على اوتار الفؤاد بقلم منال سالم
المحتويات
أعتاب باب المنزل وهي تقول لها
فردوس جوزك بينادي عليكي
قاومتها قائلة
بس أنا مسمعتوش!
نجحت في إيصالها عنده وهي ترد بإصرار
أنا سمعته مع السلامة
فهمت فردوس سبب معاملتها الفظة معها فعاتبتها بتعبيرات متجهمة
بتكرشيني ياختي!!
ردت عليها ببرود
لأ بس ليان محتاجة ترتاح عن إذنك
علقت عليها بتأفف
اللي إداكو يدينا يا عينيا!
ادعي إنت بس وصفي النية
ثم صفقت الباب في وجهها لتبتعد الأخيرة وهي تغمغم بعبارات ناقمة تكاد تكون مسموعة للجيران زفرت تهاني مطولا مرددة لنفسها بصوت خفيض
يا ساتر عليها اللي فيه طبع عمره ما هيتغير أبدا!!
........................................................
التفتت هالة نحوه ترمقه بنظرة متوترة وخجلة كان يامن كالعادة لطيفا ودودا مبتسما ووجهه يعكس سعادة مٹيرة للاهتمام. توقفت عن تأمله قبل أن تسأله بتلجلج
إيه اللي جابك
أجابها ببساطة ودون زيف
جاي عشان أوصلك.
لم تنكر أن إصراره على التواجد بقربها يشعرها بالانتشاء والغرور بل ويرضي تلك النزعة الأنثوية بها ردت بكبرياء زائف رافضة عرضه السخي
كان يعلم جيدا أنها تراوغه بتمنعها عنه ورفضها الاعتراف بما تكنه من مشاعر بريئة نحوه رغم عينيها التي تفضحها وإيماءاتها التي تكاد تنطق عنها ومع ذلك ادعى البراءة قائلا لها بلهجة تقارب الرسيمة
دي مش مساعدة ده تكليف من ابن عمي
ردت عليه بابتسامة مازحة
والله أنا شاكة إنك بتقول كده
كانت ابتسامتها ساحرة لامست أوتار فؤاده وعزفت عليه مقطوعة خاصة بها فزادته رغبة فيها قاوم ما يعتريه من أحاسيس ثائرة ليرد بهدوء يناقض حالته الحالية
ثم أخرج هاتفه المحمول من جيبه ليناوله لها وهو يكمل
اتفضلي كلميه واتأكدي بنفسك
ردت رافضة دون تفكير وقد أحست بالندم لظنها السيء به
لأ.. شكرا
أولته ظهرها لتكمل جمع وتوضيب متعلقاتها الشخصية وقف يامن خلفها يتأملها بنظرات دقيقة كان مهتما للغاية بكل ما تفعله حتى وإن كان بسيطا باتت شاغله الأكبر بل اهتمامه المطلق مؤخرا شعرت هالة بصوت أنفاسه قريبة منها وهو يسألها بلباقة
ردت بحرج مشيرة بيدها نحو حقيبة صغيرة في الحجم ودون أن تنظر نحوه
أنا معنديش أصلا شنط دي يدوب كام حاجة بسيطة هاحطهم هنا
أومأ برأسه متفهما
مافيش أي مشكلة خدي راحتك وأنا هستناكي في الريسبشن
اوكي
قالتها دون أن تنظر نحوه مدعية انهماكها في ترتيب أشيائها داخل الحقيبة نفخت بصوت مسموع حينما سمعت صوت غلق الباب وتوقفت عما تفعل لتجلس على طرف الفراش والحيرة تكسو ملامحها لامت نفسها لجفائها غير المقصود معه وهو لم يبادلها سوى الاحترام والاهتمام. ورغم انصرافه إلا أن الغرفة كانت لا تزال معبقة برائحة عطره الثمين فزكمت أنفها أغمضت عينيها واستنشقت بشهيق عميق آثارها العالقة في الهواء عادت لتفتح جفنيها ورددت مع نفسها متسائلة وهي تعض على أناملها
يا ترى هو فعلا بيحبني زي ما قال ولا مجرد..
قطعت تفكيرها الوردي فيه متخيلة أنه يخدعها بحرفية شخص ماكر يمتلك دهاء عظيما ليوقعها في فخ الحب ثم يسلبها الشيء الوحيد الذي تملكه خرجت منها شهقة مرتعدة توترت وارتبكت وأحست بتلاحق نبضاتها ولكن ما لبثت أن نفضت تلك الهواجس المتشائمة لتقول لنفسها بحزم
هالة بلاش الأفكار دي أكيد لو بيلعب بيكي أوس باشا مش هايسكتله!
حاولت أن تضع يامن في قالب الشخص الشهم المحب لها دون أن تمنحه أي شيء إلى أن يمل منها أو أن يثبت العكس حبه العفيف لها.
............................................................
لم تكن عابئة بما يفعله أو يقوم به في الفترة الأخيرة لكن أثار فضولها رؤيته يجمع ثيابه وكل ما يخصه في نفس الحقيبة التي أتى بها وبكل برود اتجهت إليه رغد لتقف إلى جواره تسأله
إنت بتعمل إيه
نظر لها أكرم شزرا قبل أن يجيبها باقتضاب
ماشي!
سألته بسذاجة
إيه ده هتسافر
كان من السخافة أن يرد عليها بدت بالنسبة له غير مرئية تجاهلها عن عمد ليحضر أوراق سفره وتأشيرة العودة من درج الكومود ويدسها في الجيب الأمامي لحقيبته اغتاظت من وقاحته فصاحت متسائلة بعصبية ملحوظة
رد عليا يا أكرم أنا مش بأكلم نفسي! إنت هتسافر
تجمدت نظراته الجافية على وجهها قبل أن يرد بضجر
أيوه أظن وجودي هنا مالوش لازمة!
بررت عزوفها عن مشاركته في أي شيء قائلة
إنت شايف أنا مشغولة إزاي و..
قاطعها بعدم مبالاة وهو يعلق حقيبته على كتفه
مش عاوز أعرف حاجة إنتي حرة في تصرفاتك!
أمسكت به من ذراعه تهزه بعصبية وهي تصرخ به
أكرم إنت المفروض تكون واقف جمبي
رد هادرا بخشونة وهو ينفض يدها عنه وكأن عقربا لدغه
في الغلط في الجنان اللي بتعمليه ده وهيضيعك
متابعة القراءة