براثن اليزيد بقلم ندى حسن

موقع أيام نيوز

برائحة الياسمين ملقاه على الأرضية بكل مكان تقدمت إلى الداخل أكثر لترى علبة حمراء صغيرة بين الورود الملقاه على الطاولة انحنت لتأخذها بين يديها ثم وجدت بها خاتم زواج جديد!..
نظرت إلى يزيد مرة أخرى دون حديث لتراه يمط شفتيه للإمام ويرفع كتفيه دليل على عدم معرفته بما يحدث لن تكمل إلى الداخل عليها أن تعلم ما الذي يحدث والآن..
تقدمت منه ووقفت أمامه تنظر إليه بشك بل بتأكيد أنه من فعل ذلك سألته باستغراب ودهشة
ليه كل ده
يمكن علشان عيد جوازنا مثلا..
ايه
كم هي غبية!.. اليوم هو عيد زواجهم اليوم أصبح متزوج منها منذ عام مضى!.. متى مضى.. نظرت إليه وهي تشعر بالخجل الشديد لأنه متذكر وهي لا في قانون الرجال من المفترض أن يكون العكس..
ابتسم باتساع ثم أخرج يده وأخذ من يديها ذلك الخاتم الذي مازالت متمسكة به ثم انحنى ليجلس على ركبة قدمه اليمنى ورفع نظرة إليها بحب وآسف بعشق وحنان مشاعر كثيرة داخله ثم قال بخفوت
اتجوزتك من
سنة بالظبط يمكن جوازي منك كان مبنى على الكدب بس ربنا أخد حقك مني والنهاردة وبعد سنة بقولك تقبلي تتجوزي يزيد الراجحي من تاني.. يزيد اللي تعرفي عنه كله حاجه حتى الحاجات اللي هو مايعرفهاش عن نفسه
ابتسمت باتساع وهي تراه يقدم يده إليها ويتحدث بكل هذا الحب حركت رأسها يسارا ويمينا وعينيها تدمع بسعادة فنظر إليها باستغراب وهو يراها تفعل تلك الحركة دليل على رفضها له..
بحبك أوي يا مروتي
وأنا كمان بحبك أوي
تحدث مرة أخرى وهو يشاكسها بمرح ليعود كما السابق ذلك الجو الذي كان يجمعهم سويا
بس مش عارف احضنك بطنك كبيرة أوي
ضړبته بخفة على ظهره وهي تبتسم مجيبة إياه بانزعاج تصنعته لأنها تعلم ما الذي يريد فعله
مش عارف ايه أنا لسه في الخامس دا التقيل جاي ورا
خلي التقيل يجي وأنا اخففه
علمت مقصده ولما كان يضحك هكذا بشدة ضغطت على عنقه من الخلف بقوه لتستمتع تآوه وهي تقول مبتسمة
يتبع
براثن_اليزيد
الفصل_الثاني_والثلاثون_والأخير
ندا_حسن
وما الحب إلا للحبيب الأول مهما حدث
مهما قال ومهما فعل يبقى الحب 
للحبيب الأول
أربعة أشهر مروا سريعا لم يشعر بهم أحد لأن الأجواء كانت مليئة بالسعادة والحب لا يعكر صفو حياتهم سوى بعض الأشياء اللازم وجودها في حياتنا كما أي شخص..
أصبحت مروة في بداية الشهر التاسع من حملها لقد استرجعت كل ما فقدته في غياب زوجها عنها هو من أهتم بها بالكامل كل شيء يخصها كان هو المشرف عليه ليضمن سلامتها وسلامة طفله القادم..
استعادت السعادة والفرح الذي غاب عنها في غيابه رأت حياتها بشكل مختلف بعد عودته إليها وأيضا وهي تشعر بطفل منها ومنه يكبر داخل احشائها..
شعورها بالأمان جواره بعدما حدث ولكن هو غير كل شيء رأته يزيد زوجها وحبيبها ووالد
طفلها رأته من عشقته بحنانه ورجولته..
الآن تعيش معه حياة زوجية سعيدة بعيد عن عائلته وعائلتها بعيد عن قيل وقال فقط هي وهو..
بينما هو لا يستطيع وصف شعور السعادة وهي جواره حقا كانت روحه بعيده عنه في بعدها لم يكن يتخيل نفسه أن يعشق إلى هذه الدرجة!..
حياته وقفت عليها بالمعنى الحرفي يذهب لعمله صباحا يعود ليرى العاملة التي أحضرها لها لتكون جوارها يساعد زوجته فيما تحتاج يشرف على دوائها.. كل شيء هو كان يفعله لها.. ولا يستطيع شرح حالته ومدى سعادته بوجودها..
ما يلا نروح بقى يا مروة كفاية كده
نظرت إليه بجدية ثم أردفت قائلة وهي تعود بظهرها للخلف
حاضر يا حبيبي بس أما بابا يطلع من تحت نسلم عليه ونمشي
اعتدل في جلسته وهو ينظر إلى باب الغرفة عندما رأى ذلك البغيض يقف أمامه ابن عمها والذي أصبح زوج شقيقتها بعد عقد القرآن منذ أسبوع مضى تحولت ملامح وجهه للضيق وقد كان هذا واضح وبشدة ثم نظر إلى زوجته ووضع يده على كتفها يرفع قماش فستانها الذي انخفض عنها ليظهر عنقها وكتفها الأبيض بسخاء..
نظرت إليه مبتسمة بهدوء محاولة أن تعلم ما الذي يفكر به بعد رؤية تامر وتلقي إليه نظرة أيضا بألا يتمادى معه تقدم منهم تامر قدم يده إلى مروة
يسلم عليها ثم انتقل إلى يزيد والذي رفع يده بعد وقت بعدما نظرت إليه مروة تحثه على ذلك بعصبية..
جلس تامر معهم بعدما تسألوا عن أحوال بعضهم وجدت مروة أن زوجها لا يتجاوب ويبدو عليه الڠضب الشديد من بعد رؤية تامر حقا لا تعلم لماذا لا يحبه هكذا فهو طيب القلب ولم يفعل له أي شيء سيء بدون أسباب ولكن تفاديا للمشاكل يجب أن يذهبوا..
مالت عليه وتحدثت بصوت خافض قائلة بجدية بينما شقيقتها منشغلة مع زوجها
أنا بقول نمشي أحسن هروح الحمام يكون بابا طلع ونمشي على طول
نظر إليها مبتسما بهدوء وبراءة لا تحكى وللحق قد خاڤت منها للحظات وقفت بهدوء وهي تستند على يده الذي رفعتها ثم ذهبت خارجة من الغرفة لتذهب للمرحاض..
خرجت بعد لحظات من المرحاض متوجهة للمطبخ ورأت شقيقتها به نظرت إليها ثم تساءلت بهدوء
وهي تتقدم للداخل
بتعملي ايه
أجابتها الأخرى وهي تفرغ العصير في الاكواب أمامها بهدوء
بجيب حاجه يشربوها
تقدمت مروة للداخل أفرغت بعض المياة في كوب ورفعته على فمها لتروى عطشها ثم استمعت إلى صوت ارتضام حاد في الخارج أخفضت الكوب ونظرت إلى شقيقتها بدهشة ثم خرجت كلتاهما سريعا ليروا ما الذي يحدث..
صړخت فيه بحدة وهي تتقدم إليه بعصبية وجنون وقد خاڤت على ابن عمها في تعرف زوجها جيدا
يزيد أنت اټجننت سيبه
أمسكتها شقيقتها سريعا خائڤة عليها من طيشهم هم الاثنين عندما وجدت تامر دفع يزيد عنه ليعود للخلف وقد اصطدم رأسه بحافة المقعد الخشبي وقف تامر على قدميه ثم جذب يزيد من قميصه مسددا له لكمة لم يستطع صدها له بسبب ألم رأسه الذي كان يفتك به..
صړخت مروة مرة أخرى وهي تدفع ميار عنها قائلة بحدة وخوف على كلاهما
سيبيني يا ميار دول هيموتوا بعض
لم تتركها شقيقتها بل تمسكت بها أكثر لتبعدها عنهم وهي ترى يزيد يدفع تامر للجلوس على المقعد مسدد له لكمة أخرى أسفل عينه اليمنى
اسيبك ايه أنت مش شايفه عاملين إزاي وهما مش هيرجعوا غير لما كل واحد يفضي اللي عنده 
نظر إلى تامر مبتسما ليبادله الآخر الابتسامة ثم أصبحت ضحكات عالية لم يفهمها أحد سوى ميار و تامر ومعهم يزيد أما مروة وقفت تنظر ببلاهة إليهم كيف يضحكون بعد هذه المعركة!..
تحدثت ميار وهي تقف جوارها قائلة بابتسامة عريضة وعقلانية
كده بقوا صافي يا لبن
يزيد يلا أنا عايزة أمشي
أبتعد عن تامر ونظر إليها بهدوء وهو يعلم أن فعلته لن تمر مرور الكرام معها استمع إلى صوت شقيقتها تقول
ليه بقى دا القاعدة هتحلو بعد الصلح ده
استدارت بجسدها ثم قالت وهي تتقدم إلى الباب لترحل بعد أن أخذت حقيبتها
معلش أنا تعبت وعايزة أمشي
هدعيلك الليلة تعدي عليك بسلام
ابتسم له ثم رحل وهو يفكر كيف سيجعل تلك المچنونة تفهم ما حدث..
تقدمت ميار من تامر مبتسمة بسخرية وتهكم ثم قالت
لأ بس كان باين
عليك جامد ويزيد بيعمل منك بوفيتك
تقدم إليها هو الآخر بانزعاج وهو يقول بسخرية وحدة
نعم ياختي اومال اللي أنا عملته ده كان ايه
جلست على الأريكة لاستفزازه وتحدثت ببرود قاټل
لأ بس بصراحة يزيد كان أجمد خلاك تشوف شوية لكاكيم محصلتش
بقى كده.. طيب
تقدم منها وهو يتوعد إليها فوقفت سريعا تركض من أمامه وهي تعتذر قائلة بأن يزيد هو من خسر وأن زوجها هو من كان الأقوى في ذلك اللقاء الذي أخرج فيه كل منهم ما كان يكنه للآخر حتى يستطيعوا أن يكملوا حياتهم مع بعض بصورة طبيعية..
فتح باب المنزل بالمفتاح الذي معه دلفت إلى الداخل ودلف هو خلفها ثم أغلق الباب وهو يبعد نظره عنها قدر الإمكان طوال الطريق وهي صامتة لا تتحدث فقط تنظر إلى الأمام وقد كان الانزعاج يظهر عليها بوضوح تصرفه بالنسبة إليها تصرف طائش مچنون ربما ولكن هو هكذا شعر بالراحة الشديدة لقد توعد أن يرد له تلك اللكمة التي أعطاه إياها في المشفى وكان من قبلها حتى يريد أن يفعل ذلك وعاد الأمر بالنفع عليهم هم الاثنين لأنهم تخلصوا من حمل الكراهية داخل قلوبهم أو ربما لم تكن كراهية لنقول أنه كان عدم قبول بينهم والأن الأمر سيصبح طبيعيا..
ربما عليها أن تفرح لأنهم مؤكد سيلتقون في كثير من المناسبات وهذه المشاجرة ستمنع حدوث أشياء كثيرة..
دلف إلى داخل غرفته عندما وجدها جلست في الصالون وفتحت التلفاز دلف إلى المرحاض وهو يحل أزرار قميصه ليخلعه عنه وقف أمام المرآة وقد رأى أن هناك ډم . فتحة ظاهرة بوضوح بالإضافة إلى تلك الكدمه البسيطة تحت عينه اليمنى وألم رأسه ولكن على أي حال فهو أفضل بكثير من تامر..
عند تذكره ابتسم باتساع وهو يتذكر كيف سدد اللكمات له بحرافية ونال منه ربما سيحتاج ليأجل زفافه الآن..
خرج إليها بعد أن أغتسل وبدل ملابسه جلس على المقعد المقابل لتلك الأريكة التي تجلس عليها نظر إليها من الحين إلى الآخر ثم تحدث بعد وقت قليل قائلا
بجدية سائلا إياها
في ايه بقى البوز ده هيفضل كتير..
أدارت وجهها ناحيته لتنظر إليه بتهكم رافعة إحدى حاجبيها
مجيبة إياه بسخرية
وهو المفروض يكون فيه حاجه تانية غير البوز ده
ابتسم بتهكم مثلها وتحدث بلا مبالاة وهو يعود للخلف بظهره
آه المفروض
انزعجت من ذلك البرود وتلك الابتسامة فردت عليه بحدة وعصبية وهي تتذكر ما فعله بمنزل والدها
أنت بتستعبط ولا ايه تصرفك ده تصرف صبياني طايش
اعتدل وتقدم للإمام مشبكا أصابع يديه ببعضهم سائلا إياها باستغراب ودهشة قائلا
ليه شيفاني مراهق..
طيب طلما أنت مش مراهق ليه عملت كده
مرة أخرى يبتسم باتساع وهو يراها هكذا لماذا تعطي الأمر حجم أكبر من حجمه.
وليه متقوليش أن هو اللي بدأ مش أنا.. الله
ابتسمت بسخرية شديدة متحدثة بثقة وتأكيد وهي تقول بحدة رافعة يدها أمام وجهه
لأ يا حبيبي مش هو صحيح مكنتش موجودة لكن أنا عارفه جوزي كويس
استمعت إلى ضحكاته العالية عقب كلماتها نظرت إليه بضيق وانزعاج شديد رأته يعود برأسه للخلف وهو يضحك بقوة فهتفت اسمه بحدة ليقول غامزا لها بعينيه الوقحة محاولا السيطرة على نفسه
نظر إليها بخبث ومكر قائلا بجدية جعلها تبدو حقيقية للغاية كي يتخلص من تذمرها هذا
أطلقت تآوه عال من ووضعت يدها على بطنها المنتفخة للغاية ثم انحنت قليلا على نفسها وقف سريعا من مكانه متوجها إليها بعد أن شعر بالخۏف والقلق من ذلك التغير المفاجئ لها رفع رأسها للأعلى وأبعد خصلاتها للخلف قائلا بلهفة وخوف شديد ظهر عليه الآن
مالك فيه ايه حاسه بۏجع..
أجابته بحدة وهي تدفعه في صدره بعيدا عنها قائلة بعصبية
تم نسخ الرابط