اذا القلب هوى الجزء الثاني بقلم منال سالم
المحتويات
اللي بتقوله أنا استحالة أوافق طبعا
اغتاظ من رفضها القاطع وتبدلت تعابير وجهه للغلظة والحدة وصاح بها مهددا
استحالة توفقي!
أصرت على رأيها قائلة بتوجس خفيف
ايوه!
لوح حاتم بيده مهددا وهو يتابع بشراسة
نيرمين أنا جوزك وكلامي أوامر!
هتفت محتجة بصوت شبه مخټنق
برضوه لأ أنا مش موافقة
نفخ قائلا بنفاذ صبر
هاخلص شغل وأرجع أخدك!
انسى يا حاتم!
برزت عيناه الغاضبتين أكثر من محجريهما وصاح بصړاخ مقلق
بتعصيني يعني
ردت عليه بتوتر رغم استشعارها تهديده الخطړ
احسبها زي ما تحسبها بس مش رايحة!
أمسك بها من ذراعها وهزها پعنف صارخا بها
يبقى انتي ناوية على علقة كل الليلة!
تأوهت من قبضته الغليظة عليها وتوسلته راجية
رفع يده عاليا في الهواء وهو يقول بنبرة هائجة
هو إنتي شوفتي حاجة أنا هاربيكي!
بالطبع لن يتركها إلا وعظامها تئن وتصرخ كما إعتاد أن يفعل دوما حينما تثور ثائرته...
أفاقت من تلك الذكرى الموجعة ضامة يديها إلى ها بقوة.
تنفست بعمق لتسيطر على إنفعالاتها وابتلعت غصة مريرة في حلقها لتحدث نفسها بتقزز جلي لاعنة إياه
صف سيارته بجوار مدخل البناية القاطنة بها عائلته هاتفا فيها بجدية آمرة وهو يشير بعينيه
انزلي!
لم تعلق أسيف على أمره الصارم وترجلت ممتثلة بهدوء له. فلا جدوى من الإعتراض عليه فسينتهي الأمر معه بالجر قسرا للداخل. خرج رغما عنها شهقة مكتومة حينما ضغطت على قدمها اليسرى. وانحنت تلقائيا للأمام لتستند على السيارة.
مالك
رفعت رأسها لتنظر ناحيته بوجه ملتهب من حمرة الألم المكتوم وردت باقتضاب عابس
مافيش
أشار لها بيده متابعا
اتفضلي!
تحركت ببطء شديد فبدت كالعرجاء وهي تسير إلى جواره.
أخفض نظراته ليحدق بساقها. فأدرك أنها تعاني خطبا ما لذا سألها مهتما
مال رجلك
ردت من بين ها المضغوطتين بصوت شبه ثابت
سار خلفها مراقبا حركتها المتريثة بإنزعاج واضح عليه.
أيقن أنه هو من تسبب لها في ذلك الأڈى دون قصد منه.
زفر بصوت مسموع وهو يفرك وجهه بضيق كبير.
وصلت أسيف إلى الدرج واستندت بيدها على الدرابزون ثم رفعت عيناها للأعلى لتنظر إلى الطوابق العليا.
تنهدت بإنهاك واضح وتشبثت أكثر به.
مازال الطريق أمامها طويلا حتى تصل إلى باب منزل عائلة حرب وعليها أن تتحمل ذلك الألم الرهيب الذي تزداد حدته مع كل خطوة تخطوها.
جرجرت ساقيها بتريث شديد ورفعت قدمها اليسرى بحذر للأعلى. أغمضت عيناها مټألمة وهي تستند بها على الدرجة التالية.
لمعت حدقتاها متأثرة
من شدة الألم وبدا ظاهرا على لون بشرتها مدى تأثيره عليها.
هتف منذر من ورائها قائلا بصوت هاديء
تحبي أساعدك
لم تنظر إليه بل أكملت صعودها الطويل قائلة بإباء
لأ!
لكن كما الحال دوما بينهما من احتكاكات غير متوقعة بادر هو بالإقتراب منها وقام بحملها فجأة لتشهق بهلع رافضة فعلته
إنت بتعمل ايه نزلني
ثم ركلت الهواء بساقيها محاولة الخلاص منه لكنه كان أكثر تصميما على فعل ما يريد.
تورد وجهها أكثر وبدت في قمة خجلها منه.
ربما لكونها واعية وهي تراه يحملها بين ذراعيه بعكس أي مرة أخرى حدث فيها ذلك.
حدق مباشرة في عينيها قائلا بصوت خفيض رغم جديته
فوق!
لاحظ هو إرتباكها الشديد منه وظل معلقا أبصاره عليها على الرغم من استمراره في الصعود.
اضطرت أسيف أن تلف ذراعها حول ه واستندت بالأخر على ه لكنها تحاشت النظر إلى وجهه وحدقت أمامها بحياء بائن فيكفيها ذلك الموقف المحرج الذي علقت به لتنظر هي إليه وكأنه لم يفعل شيء مخجل....!!!!
يتبع التالي
الفصل الأربعون
واصل صعوده على الدرج بخطوات متريثة ثابتة وكأنه يتعمد التباطيء في خطاه ليستمتع بحمله لها.
كانت على عكس المتوقع منهت ساكنة مرتبكة هادئة نسبيا رغم إحساسها بات قلبها المتلاحقة.
استشعرت طول اافة إلى باب منزله فهمست بصوت متوتر وهي مسلطة أنظارها أمامها
أنا أقدر أكمل كفاية كده
رد عليها بصلابة كالصخر الجامد
مش انتي اللي تقولي!
التفتت برأسها عفويا نحوه لترمقه بنظرات حادة وهي تهمس معترضة
أنا بقيت أحسن!
حدق فيها بثبات وهو يرد بتهكم
عاوزة تقنعيني إن رجلك خفت مسافة ما طلعت بيكي الدورين دول
تحرجت من جملته تلك وردت بارتباك واضح
لأ بس....
قاطعها بحسم قبل أن تكمل عبارتها للأخير
يبقى تسكتي!
حدجته بنظرات مستشاطة فقد أغاظتها صرامته الواثقة معها واكتفت بإبعاد وجهها نافخة بصوت وصل إلى مسامعه فلا فائدة من الجدال معه. هو قرر وهي عليها فقط التنفيذ جبرا...
التوى ثغره بابتسامة باهتة وهو يطالعها باهتمام زائد نسبيا لكنه إلى الآن لم يتجاوز حدود المقبول...
وصل إلى الطابق الكائن به منزله ورفض إنزالها على ساقيها رغم إعتراضها الشديد
احنا وصلنا كفاية كده بقى!
رد عليها ببرود
هنزلك جوا
نظرت إليه بأعينها المحتقنتين وهي ترد بعصبية قليلة
تكونش مفكرني هاعرف أهرب يعني
ابتسم ساخرا
هو إنتي كنتي هربتي أولاني أصلا
اغتاظت من ردوده اتفزة لها فتحركت بها كليا محاولة الخلاص من حصار قبضتيه عليها قائلة برجاء
لو سمحت!
رمقها بنظرات قوية وهو يأمرها بجمود
اهدي الموضوع مش مستاهل التشنيجة دي كلها!
تمتمت لنفسها من بين ها بحرج كبير
هو انت حاسس بحاجة!
اختنق ها وفاض بها الكيل وهي تحترق على أعصابها منتظرة عودته من الخارج وهي معه.
دار في رأسها سيناريوهات متعددة عن كيفية إارها إلى هنا وبالطبع جميعها تعني شد وجذب بينهما. وحديث مطول بين القيل والقال إذا فهناك جذوة شرارة ما ستشتعل بينهما. أنبئها قلبها بهذا.
التفتت برأسها ناحية والدتها الغافية ورمقتها بنظرات مطولة محدثة نفسها بنبرة مغلولة
اه لو حصل بينهم اللي أنا خاېفة منه!
تنهدت بعمق وأدارت أبصارها في اتجاه رضيعتها النائمة بوجهها الملائكي ثم أكملت ما يجيش في ها بضيق
وأنا لوحدي بس اللي شايلة الهم! ذنبك ايه يطلع ال..... ده أبوكي! هيفضل وصمة طول عمره في حياتنا احنا الاتنين
نفخت مجددا بغيظ ثم وضعت يدها على ها لتفركه.
ألحت عليها رغبتها في الإرتواء بالمياه فقررت الخروج من الغرفة والذهاب للمطبخ.
طرحت على رأسها حجابها ثم سارت بخطى حذرة نحوه لكنها تسمرت في مكانها حينما سمعت تلك الهمهات الخاڤتة.
التفتت برأسها تلقائيا نحو باب المنزل وهنا صدق حدسها الأنثوي..
قرع الجرس فكانت الأسرع في الوصول إلى الباب وبلا تردد أدارت مقبضته وفتحته لتتسع أنظارها المحتدة پصدمة جلية.
سيطر الوجوم على تعابير وجهها فمنذر وقف قبالتها شامخا يحمل بين ذراعيه تعيسة الحظ.
تحولت نظراتها للإظلام وبدا الع هو سمتها الأساسية.
جاهدت نفسها لتبدو انفعالاتها طبيعية وخاصة أن ما بها نيران حية تستعر على أشدها.
لذلك هتفت بابتسامة ساخطة وهي ترمق أسيف بإشمئزاز ملموس
أد كلمتك يا سي منذر!
ثم مررت أنظارها اتشاطة عليها ببطء لتتابع بازدراء مهين
عرفت فعلا تجيبها عند رجلين أمي زي ما قالتلك! مافيش حاجة تستعصى عليك!
اصطبغ وجه أسيف بحمرة مغتاظة من عبارتها المهينة ونظراتها المحتقرة لشخصها وتلوت أكثر
بها مستنكرة بقائها على تلك الوضعية المشينة من وجهة نظرها لأ كثر من هذا.
ابتسمت نيرمين مكملة بسخط وهي توميء بعينيها
وهي طبعا ما بتصدق تلاقيك يا سي منذر عشان تتشعلق في ك كهن بنات ما انت عارفه!
عجزت أسيف عن الرد عليها فهي كانت محقة إلى حد ما في قولها فرفضها لتصرفه الجريء معها وضعها في
حرج كبير. والآن هي عليها أن تبرر سبب ذلك..
حدج منذر نيرمين بنظرات قوية فعباراتها اللاذعة تثير بداخله الرغبة في التشاجر معها ناهيك عن النفور منها. استطرد حديثه قائلا بخشونة
طب وسعي مش هاتخدينا صورة واحنا كده!
تنحت للجانب ليمرق من جوارها بخطى سريعة نحو أقرب أريكة لينحني بحذر واضعا أسيف عليها برفق..
ظلت الأخيرة متعلقة في ه وهي تستند بذراعها الأخر على الأريكة. كان ذلك هو اقترابهما الثاني المقلق فهو بقي على وضعيته المائلة عليها محدقا فيها عن كثب.
من خلفهما وقت نيرمين على جمر متقدة ترمق الاثنين بنظرات مشټعلة وهتفت بصوت متشنج قليلا
سلامتك يا ختي المرادي ايه عندك ايه بقى عرق النسا ولا....
الټفت منذر ناحيتها وهو يعتدل في وقفته ليحدجها بنظرات ساخطة قبل أن يصيح بها بغلظة
ماتدخليش في اللي مالكيش فيه!
وكأنه قڈفها بحجر قاس في وجهها ليخرس لسانها فتصمت مجبرة غير قادرة على الرد وڠضبها المتأجج يآكلها من داخلها.
ضغطت أسيف على أصابع يدها بعصبية فهي أتت إلى هنا قسرا على غير رغبتها ومضطرة أن تستمع إلى مثلك تلك الحماقات المهينة.
جذب منذر نيرمين من ذراعها للخلف بعد أن بقيت متسمرة في مكانها هامسا لها من بين أسنانه بنبرة آمرة
خشي عند أمك شوفيها صاحية ولا لأ
نظرت هي إلى قبضته الممسكة بذراعها وشعرت بحالة غريبة من المشاعر الفائرة تجتاحها. هي لم تختبر قوته الانية من قبل لكنها استشعرت من تلك الة الخشنة أنه قادر على ټدمير من يتجرأ عليه.
أومأت برأسها عفويا وهي ترد بصوت شبه متحشرج
حاضر يا سي منذر!
ثم أسبلت عيناها لتتابع بنعومة غريبة
إنت بس تؤمرني وأنا نفذ على طول!
رمشت بعينيها عدة مرات متلذذة بوجودها على مقربة منه.
أرخى كفه عنها فتنهدت بارتباك ملحوظ.
حدجها بنظرات أكثر صلابة عن ذي قبل تحمل التحذير رغم انعقاد لسانه.
كانت على قدر من الغباء لكي لا تفهم أن ما ترمي إليه من إيماءات ونظرات وخنوع زائف لن يثير الشكوك نحوها..
أثار حنقه ظنه أن والدته ربما قد لمحت لها بطريقة أو بأخرى عن رغبتها في تزويجها به دون أن تخبره بهذا. وبالتالي هي تتصرف بتلك الطريقة المائعة معه ذلك الأسلوب الذي لا يستسيغه مطلقا.
انصرفت من أمامه لتختفي داخل غرفته فالټفت برأسه ليحدق يف مراقبا إياها مراقبة حثيثة.
هي لا تزال على وضعها المنزعج وجهها المتشنج نظراتها الذابلة تلك الهالات المتورمة أسفل عينيها تزيد من حالة بؤسها.
دنا منها هاتفا بصوت آمر
وريني رجلك!
رفعت عيناها نحوه فجأة متحرجة من أمره المباغت.
تلون وجهها بحمرة عجيبة وردت مستنكرة
نعم بتقول ايه
أجابها ببرود متعمدا تجاهل خجلها
اللي سمعتيه عاوز أشوفها!
عفويا سحبت ثوبها للأسفل لتغطي ساقيها تماما وهي ترد معترضة
لأ!
في تلك اللحظة خرجت نيرمين من الغرفة وعلى وجهها ابتسامة مصطنعة. ثم اقتربت منه لتهمس قائلة برقة زائفة
ماما في سابع نومة! تحب أصحيهالك يا سي منذر
رمقها بنظرات منزعجة من أسلوبها اتفز وهو يرد بجدية
لأ خليها نايمة بس عاوز منك خدمة!
أضاءت عيناها بلمعان غريب وهي تسأله بتلهف
ايه هي
أشار لها بيده موضحا بنبرته الخشنة
في دولاب في الحمام فيه مراهم وأدوية شوفيلي هناك مرهم .... وهاتيه وهتلاقي جمبهم رباط ضاغط تقريبا هاتيه برضوه!
ارتسمت علامات القلق على تعابير وجهها وهي تسأله بتوجس
انت تعبان يا سي منذر فيك حاجة طمني عليك!
أجابها باقتضاب
لأ ده مش ليا!
ثم أشار بيده نحو أسيف متابعا بهدوء
ليها!
تبدلت تعابير وجهها للضيق واستدارت بعينيها نحوها ثم نظرت لها شزرا مرددة باحتقار
لدي
جمد منذر أنظاره عليها قائلا بعتاب قاسې
اه لبنت خالك!
استشعرت ضيقه منها فابتسمت قليلا ثم وضعت
يدها على فمها متنحنحة بخفوت لترد قائلة بلؤم ممزوج بالخجل
احم.. طيب يا سي منذر على طول!
وعلى مضض كبير تحركت في اتجاه المرحاض ملبية طلبه لكن زاد
متابعة القراءة