وبها، متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الثالث
المحتويات
الفصل الثالث
وسط ترحيب الجيران والمعارف وتساؤلات عن الصحة وكلمات ود تخرج من القلب لها وكأنها غابت شهور وليس عدد من الأيام وهي تبادلهم الرد بابتسامة ممتنة ورزانة اعتادت عليها خطواتها تبطئها بقصد وتتوقف عن السير عدة مرات حتى لا تغفل عن إجابة أحد بصحبة شقيقتها المؤازرة لها دائما رؤى.
حمد الله ع السلامة يا شهد ربنا ما يجيب حاجة وحشة أبدا
احنا كنا بنسأل عليكي دايما الست نرجس وكان بودنا نيجي ونزورك بس منعرفش العنوان.
تسلم يا عم عادل دا العشم فيكم والله.
لا بس انتي وحشتينا اوي والبت رؤي دي عايزة قرص في ودانها عشان مفيش مرة ريحتنا بكلمة.
انا يا ام حسين الله يسامحك.
هيسامحني يا ختي عندا فيكي هيسامحني.
قالتها المرأة وانطلقت الضحكات ليتبعها بعض المزاح والتفكه بالعبارات ليشيع جوا من المرح ويزيد من تعطليهم وفي الأعلى كانت أمنية تراقب من الشرفة والهاتف على أذنها تتحدث إليه
هتفت بالأخيرة محتدة وهي تدلف لداخل غرفة نومها وتترك الشرفة وتابعت بالرد
شهد انتي وصلتي حمد الله على سلامتك يا بنتي.
لا موصلناش لسة يا ماما استني لما نيجي وبعدها سلمي.
عبست نرجس تهتف حانقة نحو ابنتها
عنك ما جيتي بنت قليلة الحيا بصحيح.
كانت قد وصلت إلى شهد لتجذبها من ذراعيها وتقبلها على خديها بمداهنة تردد
ابتسامة باهتة اغتصبتها شهد بصعوبة لتوميء لها بهز رأسها حتى تتركها لتدخل غرفتها قبل أن تفاجئها أمنية بقولها
الف سلامة عليكي يا شهد.
قالتها وقد ظهرت إليها من العدم متصنعة الأدب والمسكنة قطبت شهد تطالعها بريبة صامتة لتتابع الأخرى
انا كان نفسي اجيلك عند صاحبتك بس خۏفت لا تطرديني ولا متقبليش بزيارتي ساعتها كان هيبقى شكلي وحش اوي في بيوت الناس.
قالتها نرجس متلهفة لرد فعل شهد والتي طالعت وجهها وهذه البلاهة المرتسمة على ملامحها وكأن ما تتكلم عنه هو بالهين أن تجد الغريب هو من يهمه أمر صحتها ورعايتها ولا تجد من أفنت حياتها من أجلهم بجوارها وكأنه شيء عادي.
هل هي من تغيرت أم انها كانت معمية عن رؤية واضحة لهذه الوشوش نقلت بأنظاراها نحو أمنية التي تتصنع دورا لا تجيده ليخرج صوتها
كتر خيركم فيكم الخير.
استدارت نحو الذهاب إلى غرفتها ولكنها وما أن تحركت خطوتين حتى توقفت تتابع وقد أعطتهم ظهرها
بدل الحجج والقصص دي كلها كان يكفي اتصال او حتى رسالة ع الفون. دا اضعف الإيمان.
أه بس انتي مكنتيش هترودي.
هتفت بها أمنية وكان رد شهد ابتسامة ساخرة لم تصل لعينيها بعد أن الټفت إليها برأسها لتختم بتنهيدة مطولة خرجت من عمق جرحها.
لتكمل سيرها بعد ذلك حتى دلفت داخل غرفتها لتباغتها دمعة خائڼة سقطت على خدها مسحتها سريعا حتى لا تترك نفسها فريسة للحزن أو التحسر على ما ضحت به من أجل أشخاص لا يستحقون لا بل يوجد فيهم من يستحق شقيقتها رؤى تتمنى من الله الا تتغير هي الأخرى وتصبح صورة منهن
من جيب بنطالها أخرجت هاتفها لتعود إلى حياتها الطبيعية وتمارس عملها المنقطعة عنه منذ مدة
الوو يا عبد الرحيم إيه الأخبار
في زيارة لشقيقها مروان الوحيد المتبقي لها من أفراد عائلتها وقد كان الفراق خيارها معهم من أجل مصلحتها بتحدي غبي منها خسرتهم ولم يبقى سوى هذا الفرد الوحيد لتنزع عنها قشرة الجمود معه وتفتح قلبها إليه وقد فاض بها
انا تعبت يا مروان وعايزة اشوفلي حل معاه اتخقنت وقرفت ودا عامل زي العمل الأسود مفيش منه مهرب اخاڤ اكلمه ولا حتى افاتحه في موضوع الانفصال لېقتلني ولا يعمل فيا حاجة وحشة دا غير كمان ابني مش بعيد يحرمني منه.
كان يسمع منها صامتا وهو يخرج لها عبوة عصير طازجة من البراد ليفتحها ويضعها أمامها على سطح الطاولة الفاصلة بين الصالة والمطبخ المفتوح ليتخذ وضعه ويجلس على المقعد المجاور ليرد اخيرا بنبرة هادئة
ما هو دا طبعه من الأول ودي عيشتك معاه من بداية ما اتجوزتيه ايه اللي جد بقى لدا كله
اللي جد هو الخېانة.
هتفت بها بانفعال ثم تابعت بحړقة
الخېانة صعبة أوي يا مروان خصوصا وانا عارفة اني ما ملكش الجرأة حتى اني افاتحه عشان عارفة ومتأكدة انه هيحاسبني على المعرفة معرفة الشقة ومعرفة الست اللي خاني معاها دا جبار وانا عارفاه.
ولما انت عارفاه لزومو ايه كل اللي انتي عملاه ده دا كارم ودا طبعه اللي اخت......
قطع بعد أن اجفلته بنظرتها المحذرة تقول بعصبية
اياك تكمل...... انا فيا اللي مكفيني
زفر بضيق ليردد مذعنا لطلبها
خلاص يا ستي مش هكمل بس انا قصدي افكرك بطبيعة البني أدم اللي انتي متجوزاه
وكأنها لم تسمعه وجدت نفسها تعود بذاكراتها للحفل فقالت رغم تحذيرها لشيقيقها بعدم الفتح في هذا الموضوع
انا بحسدها يا مروان.
تحسدي مين
سألها بعدم فهم فتابعت تجيبه بصراحة نادرا ما تصدر منها
بحسد كاميليا..... لو شوفتها في حفلة الفندق والأستاذ طارق بيحاوط عليها ويدعمها بشكل واضح للجميع بدون خجل ولا كسوف اكيد كنت هتقول انه قاصد يعمل كدة قدامنا بس انا عارفة ومتأكدة ان ده إحساسه الطبيعي ناحيتها ودا اللي وجعني اوي اني مش لاقية ربع الإهتمام ده.
ظل شقيقها صامتا وهي تردف
حتى كارم وبرغم كل العنجهية اللي فيه كان بيخطف كل شوية نظرة سريعة بطرف عينه ناحيتهم انا فاهمامها عشان فاهماه كويس ودا اللي قهرني.
بنفاذ صبر قال مروان لينهي حديثا يعلم بعقم الجدال فيه
رباب... اصحي وفوقي لنفسك التفكير ده هيزيد من تعبك وانتي اساسا عارفة نهايتها جوزك متسلط ومعندوش تهاون عيشي حياتك يا حبيبتي واتدلعي اشتري كل اللي يخطر في بالك واصرفي على كيفك ناغشي المتابعين عندك وخليهم يسمعوكي كلام حلو عن جمالك وسحرك دي حياتك وانا واثق ان ناس كتير تتمنى نصها.
عشان معاشوش الحقيقة ع الواقع لو عاشو الواقع هيعرفوا ان كل دا فيك وقشرة مزيفة.
قالتها لتتكتف بذراعيها ناظرة للأمام بيقين تام وصلت إليه عن تجربة مريرة تعيشها وتتعايش معها
متابعة القراءة