وبها، متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الثالث

موقع أيام نيوز

مربيني. 
تجعد وجهه بامتعاض وتهكم واضح لجملتها فهتفت بدافعية
ويكون في علمك بقى انا جيت على غفلة من غير تحضير حسيت نفسي مخڼوقة وسوقت عربيتي على هنا يعني مكنش عندي وقت افكر في اللي لابساه.
عاد برأسه إليها وملامح وجهه ما زالت معقدة ليردف في حنق
انتي حرة يا رباب يعني انا ما ليش حق احاسبك .
دنى ليتناول حقيبة مدرسته فتح السحاب ليضع المصحف الشريف بداخلها قبل أن يغلقها ويعلقها خلف ظهره قائلا اخيرا
ارجو منك بس المرة الجاية تديني تنبيه وانتي جاية تسلمي على ما اتعود ع الشكل الجديد يعني.
تحرك خطوتين ثم التف برأسه نحوها قائلا
حاجة اخيرة أحب افكرك بيها للمرة الثانية انا أسمي محمد معدتش ينفع معايا دلع ميدو عن اذنك. 
ختم بالاخيرة ليغادر نهائيا وتسقط هي على عقبيها مڼهارة بالبكاء بجوار قبر والدتها وحيدة منبوزة لا تجد أحد بجوارها يؤازرها بقلب المحب في محنتها إلى من تلجأ وقد ضيعت نفسها بعد ان استبدلت دفأ الأسرة بمال وعشق مزيف هانت عليها نفسها فهانت في أعين الجميع .
بوجه ناعس خرج من غرفته يبحث عن والدته بعد أن 
استيقظ قرب العصر وقد قرص الجوع معدته ويريد سد حاجته بأي لقيمة من الطعام وصله صوتها من داخل غرفة المعيشة ليحدد وجهته نحوها تلتقط أسماعه ما تتفوه به
حلو اوي الطقم الفوشيا يا حسن اشتريه يا حبيبي مهيمكش من اعتراضها........ وهي عايز تجيب إيه........ لا لا يا حسن بلاش الالوان الكاتمة والغامقة متطاوعهاش على جنانها. 
دلف إليها متعقد الحاجبين باندهاش ليجلس بالقرب منها بوجه متسائل رغم أثر النوم عليه يدلك بكفه على خلف عنقه تجاهلته مجيدة عن عمد لتتابع مكالمتها باهتمام
أيوة يا روح قلبي وهاتلها كمان فساتين البت المچنونة دي جسمها مظبوط وبيليق عليه....
جسمها!
خرجت من أمين باندهاش لتحدجه مجيدة بشراسة تبرق عينيها نحوه بتحذير بعد أن التقط هفوتها ليعقب متهكما
وانا مالي يا ست ما تنقي انتي كلامك الله.
زفرت بقنوط لتنهي المكالمة على عجالة حتى تفرغ له
تمام يا حسن أي جديد بلغني وابعتلي الصور ع الوتساب اعتبرني ماشية معاكم في السوق....... إيه الحاجات التانية دي ال......
قطعت لتطلق ضحكة رنانة أثارت اهتمام أمين ليتيقن من حدسه بعد قولها
مش دلوقتي يا منيل اصبر شوية للبت تكش منك دا احنا مصدقنا انها فكت شوية...
ختمت بضحكة قبل أن تلتفت نحو الاخر فوجدته يرمقها باستنكار رافعا طرف شفته غارزا سبابته في وسط وجنته كادت هيئته أن تضحكها ولكنها تماسكت لتخاطبه بجدية
نعم يا حليوة وشك مقلوب كدة ليه
بغيظ شديد كان يصدر مع كل حرف يتفوه به رد يجيبها
على فكرة بقى أنا صاحي أوي ووصلني الجزء الأخير من المكالمة قولي لابنك الساڤل قليل الأدب يلم نفسه دا احنا لسة ملبسناش دبل أمال لما نكتب الكتاب هيحصل إيه اللي كنا فاكرينه مؤدب وبيتكسف طلع مية من تحت تبن.
كبحت طيف ابتسامة عابثة كادت أن تفضحها لتتخصر قائلة بمقارعة
اسم الله يا حبيبي واقوله ليه بقى يلم نفسه ما هو قاري فاتحة وكدة كدة هنلبس دبل الأسبوع اللي جاي ووعد عليا يا حسن لاكون كاتبة كتابك في أسرع وقت ثم كمان يعني الشقاوة مطلوبة بين كل اتنين مخطوبين عشان ياخدوا على بعض وكدة.
ردد صائحا خلفها باستهجان
ايه ياخدوا على بعض من دلوقتي! في إيه يا ست الناظرة دا انتي كنتي شديدة زمان ليه بقى جايا ترخي دلوقتي وابنك في سن خطړ والوضع ميسمحش. 
هذه المرة لم تقوي على الكبت أكثر من ذلك لتضحك ملء فمها مرددة له
لأ يا حبيبي يسمح مش هيتجوز ويخلصني من مسؤليته يبقى يعمل اللي هو عايزه قال يسمح قال.
قالت الأخيرة لتنهض مكتفية بهذه الجرعة وقد اعتلى الحنق قسماته لتتمتم ببرائة تدعيها
ها عقبال يارب كل اتنين بيحبوا بعض.
تحركت خطوة لتلتف إليه سائلة
أحضرلك غدا يا أمين اكيد يا حبيبي جعان امال يعني قايم كدة بخلقتك المقلوبة دي ليه
اكتفى بالصمت مضيقا عينيه وزفير سخطه يخرج الدخان من إذنيه وفتحتي منخاريه.
ادعت التغافل لتكمل في الخروج مرددة
هروح احضر غدا بس انت افرد وشك شوية.
وصلت لنصف المسافة لتعود إليه مرة أخرى قائلة
اه صحيح يا أمين انا خارجة بعد شوية لو مش فاضي توصلني معاك اتصلي بتاكسي يجي ياخدني.
ليه رايحة فين
سألها بخشونة يظهر انزاعجه وردت تجيبه بتنهيدة أسى
مشوار مهم والنبي يا بني حكم الست أنيسة لما اتصلت بيها من شوية بلغتني ان ضغطها واطي وحاسة ان عضمها متكسر.
علق على الأمر وكأنه حدث جلل
يا نهار أبيض ضغطها واطي وحاسة كمان ان عضمها متكسر... لا انا هروح معاكي اطمن ع الست ميصحش برضوا.
أومأت بابتسامة جانبية وهي تستدير عنه مدمدمة
اه يا حبيبي ميصحش امال ايه دا كفاية صنية الكيكة اللي هبشتها لوحدك
بسسسس اوقف هنا.
قالتها شهد ليذعن حسن لطلبها ويوقف السيارة بالقرب من الشارع المتواجد به منزلها قائلا
طب ما احرك العربية شوية واوقفها قصاد البيت ولا هو الشارع ضيق ومش هينفع اخرج منه يعني
بابتسامة ردت وهي تتناول الأكياس الممتلئة عن أخرها بالملابس
لا يا حبيبي الشارع يسمح طبعا بس انا مش عايزة الفت نظر الجيران ويمسكوا سيرتي بقى راحت مع خطيبها رجعت مع خطيبها .
اوقف محرك السيارة والتف لها يقول باستهجان
طب وفيها ايه يعني يا شهد ما يقولوا اللي يقولوه.
مش انا خاطبك وقاري فاتحة قدامهم كلهم.
تنهدت تشيح بوجهها وابتسامة عزبة تزين ثغرها قبل أن تعود إليه شارحة
يا حسن افهمني انا بتكسف والله من تعليقاتهم يعني مش كفاية منظري النهاردة قدام العمال لما سحبتني من أيدي قدامهم قال إيه عشان ابعد عن الشمس لا تحرقني انا كدة هبان طرية في نظرهم يا حسن. 
بابتسامة عبثية ارتسمت على ملامحه علق بمكر زاد من خجلها
ومالوا بقى لما تبقي طرية هي دي صفة وحشة يا شهد
ضحكت لتخبئ بكفها على عينيها فجعلته يضحك هو الاخر لتعلق بقلة حيلة
يا عم ارحمني بقى اقسم بالله انا بجد مستغرباك هو انت كدة من الأول ولا انا اللي مكنتش واخدة بالي منك ولا إيه بالظبط
رد بضحكة مشاكسة
ما انا قولتلك يا ست البنات أنا ابن مجيدة يعني تتوقعي مني أي حاجة. 
اضزداد اتساع ابتسامتها لترد ببهجة تغمرها كل ما ذكر لها اسم والدته والتي منذ أن تمت خطبتها به وهي تحاوطها بحنانها والسؤال الدائم عنها وعن أخبارها باهتمام في أقل تفاصيل يومها حتى في انتقاء الملابس الاتي تخصها وذلك بإصرار من حسن ليعيدها إلى عهدها القديم في الدلال الذي تناسته برحيل والدها
ماشي يا بن حضرة الناظرة هنفوت لك لاجل خاطرها بس.
همت أن تترجل ولكنه أوقفها فور أن وضعت يدها على عتلة الباب قائلا
طب مش تخلي عندك دم بقى وتعزميني حتى على كوباية شاي.
طالعته بتحذير تهز رأسها قائلة
ما احنا قولنا مينفعش دا غير ان احنا اساسا معظم اليوم مع بعض وبالليل
تم نسخ الرابط