وبها، متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الثالث

موقع أيام نيوز

صامتة تتابع نهنهاتها الموجعة بتأثر تخفيه بجمودها حتى تمكنت من إخراج الكلمات بصورة صحيحة مخاطبة الطبيبة
عارفة يعني أيه تكرهي انسان مڠصوبة عليه وع العشرة معاه...... يعني تكرهي السرير اللي بيشاركك فيه تكرهي الطبق اللي أكل منه تكرهي هدومه تختلط بهدومك تكرهي نفسك وتتمني المۏت بعد ما يتقفل قدامك كل طريق للخلاص.
حتى الفرصة اللي كنت بحلم بيها اكتشفت انها كانت الخدعة عشان اقع في المصيدة الدور اللي اخدته في الفيلم اللي دفعت تمن فرصته من عمري كان دور واحدة تافهة فرحانة بجمالها ولبسها يعني حاجة كدة تعدي قدام الناس من غير ما يحسوا بيها التمثيل الحقيقي كان مني انا قدام المخرج وجمع الممثلين اضحك وانا بټحرق جويا من القهر.
صبرت على أمل ان الاقي الحل بس اثناء الصبر ده حصل اللي مكنتش اتمناه ابدا
الټفت فجأة برأسها نحو الطبيبة قائلة
تعرفي بقى اني حملت وسقطت نفسي من كمال تلت مرات.
تلت مرات يا نور
قالتها الطبيبة كاستفسار لتجيبها الأخرى بإماءة من رأسها ودموع أصبحت تنهمر كالسيل دون توقف وهي تردف بحړقة
مكانش ينفع احتفظ بطفل يربطني في العڈاب مع بني ادم زي ده ويدفع معايا تمن غلطتي انا جربت احساس الكره بين ابويا وامي يعني عارفة كويس بالماساة اللي كان هيعشها ابني أو بنتي طفل يجي بالڠصب من جوازة بالڠصب دا لا يمكن يبقى سوي.......
سألتها الطبيبة لاستفسار أكثر
وكنتي بتسقطي الجنين بعلمه
حركت برأسها نافية وقد تقلصت تعابيرها لتردف بصوت مبحوح
لأ أو كنت أظن.... مش عارفة لكن اللي كنت متأكدة منه هو انه مكانش بيهتم غير بالعلاقة اللي برضوا كان بيجبرني عليها بس........
قطعت وصوت أنفاسها ازدادت حدتها مع الصعود والهبوط بصدرها بتسارع مريب جعل الطيبة تعاود بسؤالها
بس إيه يا نور كملي.
الټفت رأسها فجأة بحدة تقول
ممكن أكمل في وقت تاني عشان مش قادرة.
في مخزن القصر الذي جعله مقر له بصحبة رجال حراسته الذي زاد بعددهم لمواكبة الظرف الجديد في البحث وتأديب من تجرأ على أسرته وقد كان في هذا الوقت يتحدث على هاتفه بانفعال
يعني ايه مش لاقينه يعني إيه مش لاقينه....... مش عايز اعذار الواد ده يتجاب زي البهيمة ولو من تحت طقاطيق الأرض......... وزع رجالتك شوية في البحث في الأماكن اللي كان بيروحها وشوية تراقب سكنه وسكن اهله متسيبش خرم ابرة من غير ما تدور تقب وتغطس تجيبه....... مش عايز رغي تاني واقفل بقى
انهى ليتخصر زافرا أنفاسه بخشونة قبل أن يستدير بجسده نحو الرجل المقيد على كرسيه وهو يكاد أن ېموت من الړعب ورجال بأجسام مخيفة تحيطه من كل جهة تقدم نحوه ليضع قدمه على الكرسي المقابل له يتابع التحقيق معه
كمل بقى وقولي يا عم كريم ايه كان بيحصل وانتوا بتوصلوا الهانم
بجسد يرتجف وصوت يخرج بارتعاش ردد الرجل برجاء يقارب البكاء
والله يا باشا انا ما كنت فاهم ايه اللي بيحصل انا كنت بلاقيها فجأة توقفنا وتزعق من غير سبب ان في حد بيراقبها ينزل الزفت حامد يدور ويرجع يقول مفيش انما ايه اللي بيحصل والله ما اعرف.
قرب رأسه بأعين صقرية زادت من جزع الرجل ليسأله بهدوء مريب
يعني انت مشوفتش أي تصرف من اللي اسمه حامد ده وخلاك تشك فيه
اهتزت رأس الرجل بتشنج ينفي
لا والله او يمكن مكنتش فاهم واحد متولي حراسة الهانم بنفسها أنا هشك فيه ازاي بس وانت الباشا اللي مأمنه على حياتها وحياة البيه الصغير .
ارتدت رأسه للخلف بإجفال فكلمات السائق البسيط على قدر عفويتها على قد ما اصابت الهدف بداخله هو من أخطأ وعليه الان تصويب الخطأ. 
كارم باشا. 
هتفت بها أحد الرجال من خلفه قبل أن يقترب منه هامسا
الهانم مرديتش تروح معانا.
هدر به معنفا پغضب
يعني إيه مرديتش تروح معاكم ما اديتهاش ليه التليفون اللي باعته معاك انت نفسك متصلتش بيا ليه تبلغني
يا باشا ما هي مرديتش تاخد التليفون كنت هاوقفها ازاي بس وامنعها
زمجر بۏحشية يدفع الرجل من أمامه ليخرج ذاهبا بخطواته السريعة مغمغما
بتتحداني وتتحامى في اختها وجوز اختها على أساس اني هسمح ولا اديها فرصة للبعد أصلا!
نورتي اوضتك يا رورو .
قالتها كاميليا وهي تضغط على قابس المصباح الكهربائي ليضيء الغرفة بأكملها دلفت بداخلها رباب لتفاجأ بكم الصور الكثيرة لها بأحجام مختلفة تزين الحوائط مع العديد من متعقاتها القديمة كالدمى والهديا العديدة لها اقتربت من إحدى الزوايا تتناول دمية قماشية كانت الهدية الأولي من شقيقتها بعد اول راتب تحصلت عليه من عملها ضمتها بتأثر لتنقل بنظرها نحو كاميليا قائلة
هو انتي كنتي عارفة اني راجعالك
ردت شقيقتها التي كانت متكتفة بذراعيها بابتسامة واثقة
وكنت متأكدة كمان ولا انتي فاكرة يعني ان الأوضة دي جهزتها للذكريات وبس.
طب ازاي إذا كنت نفسي......
توقفت فجأة بأعين غائمة تناظرها باضطراب وتردد فتابعت كاميليا تكمل لها
انتي نفسك مكنتش مقررة ولا عاملة حسابك على ده اننا نرجع تاني لبعض.
اكتنفها شعور بالخزي حتى لم تقوى على مواجهتها حتى بالنظر لتطرق برأسها نحو الدمية أشفقت كاميليا لتلطف الحديث بحكمتها
هوني على نفسك يا قلبي أنا قولتلك ان مهمها حصل ما بينا عمر الدم ما هيبقى مية ومهما انتي بعدتي ولا سافرتي برضوا مكانك هيفضل وسطنا والأوضة دي هتفضل على حالها مستنياكي .
تعلم أنها صادقة في محبتها ولن تحنث بوعد حتى لو غير منطوق وهذا ما يزيد عليها ويجعلها ساخطة على كل السنوات التي مرت عليها وهي منبوذة باختيارها وحيدة حمقاء دمية كالتي تحملها الان.
شعرت بها كاميليا فلم تنتظر الإذن لتقترب منها وتضمها إليها تلقفت الأخرى الدعوة لتضغط بذراعيها حولها تذرف الدموع بلوعة اشتياق كانت تنكره خلف كبرياء زائف الحاجة المؤلمة للدفء وحنان الأشقاء وقد افتقدته كثيرا كثيرا جدا. 
قبلتها كاميليا على جبهتها قبل أن تتنبه معها على طرق باب الغرفة والخادمة تقول بلهاث
طارق باشا پيتخانق مع واحد تحت بيقول انه جوز الهانم .
حينما عادت صبا إلى منزلهم وقد غمر قلبها بعض الارتياح بعد تأكيد الضابط أمين على اخراج مودة والذهاب بها الى منزلها للبحث عن الخاتم رافعا من ظهرها هم لا قبل له كانت شاردة لدرجة جعلتها لم تشعر بهدوء المنزل سوى بعد فترة من الوقت هتفت بصوتها تنادي عل أحدا يجيبها
يا أهل الدار انتوا فين يا جماعة
خرج إليها صوت زبيدة والدتها من غرفة النوم
تعالي هنا يا بت انا جاعدة 
دلفت إليها على الفور لتفاجأ بها جالسة على ركبتيها فوق الفراش تحاول غلق سحاب حقيبة السفر المفتوحة بعد أن حشرتها بالملابس الكثيرة.
بتكومي في شنطة سفر ابوي ليه ياما
قالتها من قبل حتى القاء التحية مما جعل زبيدة ترد بغيظ
طب ارمي سلام ربنا الأول معلموكيش خالص في المدارس
ضحكت لها معقبة بمزاح
لا يا ست زبيدة معلمونيش المهم بس جاوبني هو ابويا عنده سفر ولا ايه
ردت والدتها وهي تهبط بقدميها عن السرير لتبحث في ادرجة الكمود عن
جوارب القدم لزوجها
أبو جوز عمتك فوزية اتوفى ابوكي مسافر يحضر العزا وبالمرة يطل على اخواتك.
رددت صبا خلفها بعدم استيعاب
ابو جوز عمتي! يا لهوي ياما الراجل اللي عنده مية سنة ده ما متش غير النهاردة
ېخرب مطنك. 
تفوهت بها زبيدة باستهجان لتردف بتوبيخ
عيب عليكي يا بت دا عند ربنا دلوك اترحمي عليه تاخدي صواب. 
بابتسامة لم تقوى على كتمها
ماشي يا ست الكل الله يرحمه المهم بجى حضرتي الغدا ولا لسة
تقلص وجهها بيضيق تجيبها
حضرته يا جلعانة روحي غيري هدومك على ما خلصت اللي في يدي يكون ابوكي جه وناكل احنا التلاتة مع بعض. 
بتفكير سريع استدارت عنها لتقول بعجالة
طب مدام كدة يبجى اروح اطمن انا على رحمة اصلها كانت تعبانة امبارح .
قالتها وتحركت على الفور لتغادر نحو الشقة المقابلة ضغطت على جرس المنزل بخفة وانتظرت قليلا قبل أن ينفتح الباب أمامها تخيلت أن تجده ولكنها تفاجأت بامرأة غريبة تقف أمامها تسألها وكأنها من أهل المنزل
نعم مين حضرتك
ردت بسؤال إندفع بريبة منها
انا صبا انتي اللي مين
وقبل أن تجيبها المرأة اتى صوت شادي من الداخل يهتف سائلا
مين اللي ع الباب يا سامية
.... يتبع

تم نسخ الرابط