قطة في عرين الأسد بقلم بنوتة أسمرة

موقع أيام نيوز

فى شئ ما .. فقالت مرة أخرى وهى تنظر اليه 
ياريت بجد تتحكم فى أعصابك لان أى حاجة هتعملها هتتاخد ضدك خاصة انك ضاړبه مرة قبل

كده
لم يجيب فالتفتت وهمت بالنزول من السيارة لكنها وجدته فجأة مطبقا على يدها .. التفتت بإستغراب وهى تنظر الى يده الممسكه برسغها .. دون أن ينظر اليها وجدته يحمل عقد الفل ويلفه حول يدها ببطء .. شعرت بقلبها تتعالى دقاته .. وحبست أنفاسها وهى تتطلع الى يده التى تلف العقد على يدها .. انتهى فسار العقد كالإسورة يزين يدها اليسرى .. لم تنظر اليه .. ولم ينظر اليها .. لكن بدا وكأنهما يتحدثان الى بعضهما البعض .. بحديث تعجز الآذان عن سماعه .. لكن يفهمه القلب جيدا ..ظل ممسكا يدها للحظات قبل أن يطلق سراحها ويعود الى النظر أمامه .. خرجت من السيارة وهى تشعر بإضراب شديد وبشعور لذيذ يغمرها .. سمعت صوت السيارة خلفها لتجده وقد رحل فتوجهت الى الحديقه بدلا من الفيلا وجلست على أحد المقاعد للحظات .. أخذت خلالها تتطلع الى عقد الفل الذى يزين يدها .. تلمسته بأصابعها تداعب البتلات البيضاء .. .. ارتسمت ابتسامه على شفتيها وهى تتذكر كلام الرجل البائع ده الفل عنوان المحبه .. ومعناه بحبك انتى وبس .. أخذت مريم تتسائل فى نفسها ..لماذا أهدانى اياه .. ترى أيقصد ذلك بالفعل !
حبيبتى مريم حمدالله على سلامتك
هتفت ناهد بتلك العبارة وهى تعانق مريم
قالت سارة وهى هى الأخرى 
مريم حبيبتى أنا فرحانه أوى أوى انى شوفتك تانى
قالت نرمين وهى تجرى تجاهها 
مريم أنا مصدقتش لما ماما قالتلى انك جايه وحشتيني أوى
شعرت مريم بالتأثر وهى ترى المشاعر الفياضة التى تغمرها بها كل منهن .. قالت لهم بتأثر و بأعين دامعة 
والله أنا اللى افتقدتكوا جدا
أخذتها ناهد من يدها وجلست معها فى حجرة المعيشة وبجوارهها سارة و نرمين .. قالت نرمين بلهفه 
قوليلنا ايه اللى حصل
قصت عليهم مريم ما حدث .. فهتفت ناهد پغضب 
حسبي الله ونعم الوكيل فيه .. ايه البنى آدم ده .. مش خاېف من ربنا
قالت مريم بأسى 
قالى ان قلبه مېت ومبيخفش من حاجه .. ربنا ينتقم منه
قالت سارة بحزن 
أكيد كنتى مړعوپة يا مريم
قالت مريم وهى تشعر بالخۏف من مجرد تذكرها ما حدث 
كنت مېته من الړعب .. بس الحمد لله
قالت نرمين بأسى 
أنا السبب فى كل ده .. سامحيني يا مريم
ربتت مريم على كفها قائلا 
أنا مش زعلانه منك يا نرمين .. وبعدين انتى كنت هتعرفى منين ان معندوش ضمير كدة وانه هيعمل كل ده
قالت نرمين پغضب شديد 
ربنا ينتقم منه بجد ربنا ينتقم منه
قالت سارة مبتسمه 
بس تعرفى أحلى حاجة فى الموضوع ان انتى و مراد رجعتوا لبعض
شعرت مريم بالحرج .. فقالت نرمين 
فعلا دى أحلى حاجه فى الموضوع أنا مش عارفه انتوا ايه اللى خلاكوا تطلقوا أصلا
ارتبكت مريم ولم تدرى ماذا تقول فأنقذتها ناهد موجهه حديثها الى الفتاتان 
دى حاجة تخصها هى و مراد مينفعش نسألها عنها .. وبعدين سيبوها ترتاح شوية
ثم التفتت الى مريم قائله بحنان 
اطلعى يا حبيبتى غيري هدومك وارتاحى وأنا هبعتلك دادة أمينة بالفطار تفطرى وتنامى شكلك مرهق
ابتسمت مريم قائله بوهن 
حاضر يا طنط
صعدت مريم ودخلت حجرة مراد .. شعرت بحنين جارف تجاه كل جزء فى تلك الغرفة وكأنها كانت غرفتها منذ الأزل .. شعرت بسعادة وهى تلف حول نفسها وتتأمل كل ما حولها وكأن هذا هو بيتها ومكانها .. شعرت بالدهشة من هذا الشعور .. تذكرت أن حقيبتها فى سيارة مراد نسيت بأن تأخذها .. فتحت الدولاب لتجد ملابسها التى اشتراها لها مراد والتى تركتها يوم أن رحلت عن هذا البيت .. شعرت بالألم وهى تتذكر اليوم الذى طلقها فيه مراد .. والى اللحظة التى نطق فيها بتلك الكلمة .. نفضت تلك الأفكار من رأسها ودخلت لتأخذ دشا ساخنا وتناولت طعامها وغطت فى نوم عميق وابتسامة راحة وأمان على شفتيها .. فهنا هو أكثر مكانا تشعر فيه بالراحة و بالأمان .
توجه مراد الى المحامى الخاص به ليعلمه بكل

تلك التطورات .. فطمأنه المحامى 
متقلقش يا أستاذ مراد .. كده هو بيلف الحبل حولين رقبته وأخطاءه بتزيد أكتر و أكتر
قال مراد پغضب 
مش عايزه ولا من أى حد من أهلى والا قسما بالله لأقتله بإيدي
قال المحامى 
ياريت يا أستاذ مراد متتصرفش أى تصرف متهور عشان ميستخدموش ضدك فى القضية
قال مراد بصرامة 
هحاول أتحكم فى نفسي عشان مديش فرصة للكلب ده انه يهرب من اللى بيعمله .. بس لازم اشوفه محپوس وفى أقرب وقت
طمأنه المحامى 
متقلقش قريب أوى ان شاء الله
عاد مراد الى البيت .. فوجد الجميع فى الحديقة فتوجه تجاههم .. هبت سارة واقفة وقالت بفرح 
أبيه ألف مبروك .. فرحت أوى انكوا رجعتوا لبعض
قالت ناهد مبتسمه 
حمدالله على السلامة يا مراد
قال مراد وعيناه تبحث عن مريم 
هى فين مريم 
قالت نرمين 
طلعت ترتاح
تم نسخ الرابط