قطة في عرين الأسد بقلم بنوتة أسمرة
المحتويات
نزلت جري .. وأول ما خرجت من البوابة شوفته وهو بيخدرها وساعتها جريت وقفت أدام العربية وصړخت لحد ما فى اتنين كانوا ماشيين ساعدونى
كان مراد يستمع اليها وهو يمعن النظر اليها .. ثم قال وكأنه يلوم نفسه
دى غلطتى انى مش حاطط سيكيوريتي على البوابة
قالت مريم
قدر الله وما شاء فعل .. الحمد لله ان الموضوع جه على أد كده
تسمحلى أقول حاجة
نظر اليها وأومأ برأسه .. فقالت
أنا معاك ان نرمين غلطت وغلطت جامد كمان .. بس ده ميمنعش انك مشترك معاها فى الغلط ده حتى لو كان بنسبه بسيطة
عقد مراد ما بين حاجبيه قائلا
ازاى يعني
قالت مريم بثبات
أنا عارفه انك پتخاف على اخواتك البنات ومعاك حق فى كدة .. بس مبتصاحبهمش ليه بدل ما تخليهم يخافوا منك بالشكل ده .. نرمين كانت مړعوپة منك وخاېفه انك تموتها .. أيوة لازم تخاف منك وتحترمك بس مش لدرجة الړعب اللى هى عايشة فيه
ده .. انت لو كنت صاحبتها كانت حكتلك ومخافتش أوى من رد فعلك .. كانت هتحس انك هتتفهمها وتعرفها غلطها .. انت بتتعامل مع اخواتك بطريقة ناشفة أوى .. هما بنات وتقدر تكسبهم بسهولة لو بقيت لين شوية معاهم
انهت كلامها وهى تشعر بالتوتر غير قادرة على تنبؤ ردة فعله .. بدا وكأنه يفكر فيما تقول .. فأضافت
قال فجأة وهو ينظر اليها ويضيق عيناه
ليه
قالت بدهشة
ليه ايه
قال مراد
ليه بتحبيهم أوى كدة لدرجة انك تعملى كل ده عشان نرمين
قالت مريم بصدق
لانى بحس انهم اخواتى فعلا .. وبعدين أنا معملتش حاجه .. أى حد مكانى كان اتصرف كده
أيوة كان أى حد هيتصرف زيك لو شاف نرمين واحد بيخطفها .. لكن أنا مش بتكلم عن كده .. أنا بتكلم عن انك دريتي عليها أدام أحمد وفهمتيه انها أغمى عليها .. واهتميتي بإنها تحكيلى بنفسها اللى حصل عشان عقابها يكون أقل وعشان وقع الأمر عليا يكون أخف لما أسمعه منها هى
معقول حبتيهم الحب ده كله وخوفتى عليهم كده وانتى مبقالكيش اسبوع فى البيت ده .. ده غير ان المعاملة اللى عاملتهالك كانت ممكن تخليكي تتصرفى العكس عشان تبينيلى ان أختى مش محترمة زى ما كنت فاكر
قالت مريم بحماس
نرمين محترمة فعلا .. هى غلطت أيوة بس عرفت غلطها واتراجعت عنه . بلاش تقسى عليها
اطلعى نامى انتى تعبتى النهاردة
خرجت مريم من الغرفة وعينا مراد تتابعانها الى أن أغلقت الباب .. قضى مراد ليلته ساهرا فى غرفة المكتب الى أن حان موعد صلاة الفجر فصلى وصعد الى غرفته .. كانت مريم قد أنهت صلاتها وجلست فى الشرفة تقرأ وردها .. سمعت صوت خلفها فإلتفتت لتجد مراد حاملا ملف فى يده وهو يقول
لقيت الملف ده على السرير
قالت مريم
أيوة دة الملف اللى نرمين خدته من مكتبك
قال بإستغراب
مش حامد خده منها
نهضت ووقفت قبالته قائله
لأ لما زقها من العربية الملف كان معاها ووقع منها .. ولما فاقت وحكتلى على اللى حصل قولت أكيد الملف ده مهم فنزلت جبته والحمد لله كان لسه على الأرض محدش أخده
لمحت مريم شيئا لم تعتاد رؤيته من مراد .. رأت شبح ابتسامه على شفتيه .. ترى هل يبتسم لها حقا أم خيل لها .. لم ينطق بشئ .. توجه الى الداخل وأخذ دشا وغير ملابسه وخرج متوجها الى سيارته تابعته مريم بعيناها وهو ينطلق بسيارته وهى تشعر بشئ غريب يراودها .. شئ جعلها تعقد ما بين حاجبيها فى ضيق.
داعبت نسمات الهواء شعر سهى الواقفة على ظهر اللانش .. ابتسمت مجاملة له .. لكن كان فى قلبها حيرة وخوف وقلق ليس له مثيل .. كانت تظن أنها ستنعم بالراحة والسعادة عندما تتزوج من تحب .. لكن الله نزع البركة من هذا الزواج الذى يغضبه .. فكانت السعادة والراحة أبعد ما يكون عنها .. نظرت الى سامر الذى تشى تعبيرات وجهه بسعادة تفتقدها .. التفتت اليه قائله
سامر امتى هتيجي تتقدملى
تغيرت ملامح وجهه فى لحظة .. من السعادة الى الضيق والحنق وأجاب پحده
سهى فى ايه .. ده موضوع تفتحيه على الصبح كده فى أول يوم جوازنا
نظرت اليه بقلق قائلا
أنا خاېفة أوى يا سامر
قائلا
حبيبتى ازاى تخافى وأنا معاكى .. مش عايزك تخافى من أى حاجة طول ما أنا جمبك
قالت له بلهفه
بجد يا سامر .. يعني مش هتبعد عنى أبدا
قائلا
حد يقدر يبعد عن روحه .. انتى روحى يا سهى
ابتسمت له وهى
تكذب شعور القلق الذى يخفق به
متابعة القراءة