نبضات تائهة بقلم ياسمين الهجرسي

موقع أيام نيوز


وتين لا يقل حالها عنهم تردد و تيمن ورائه الدعاء .. بقلب ينفطر ألما .. ثمل من تضخم الۏجع بداخله ..
بينما تبكي ابرار بصمت وحسرة وهي تنظر لهم ينفطر قلبها عليهم وتسمعه وهي تناجي ربها في سرها ان يحفظهم ..
انتهوا من صلاتهم .. اقتربوا منها والتفوا حولها كي يخففون عنها ما تشعر به من قلق ..
أجلت أبرار صوتها و هتفت بدموع وبنبره مترجيه هاتفه 

أحمد انا عاوزه انقل ابني من المستشفى دي .. انا مش مرتاحه هنا .. انا کرهت البلد دى من الساعه اللي دخلنا فيها هنا .
طبطب على كف يدها يبث بها الطمأنينة قائلا
كلمت قاسم هو في الطريق ومعاه شغف عشان تيجي تباشر يعقوب بنفسها .. واول ما توصل شغف هتشوف الحاله وهتقول لنا ينفع ننقله ولا لا....
وقبل ان ترد عليه طرقت الممرضه باب الغرفه ..
استقام راكان يفتح لها قائلا بقلق 
خير يعقوب كويس
نظرت لهم بابتسامة هادئه لكي تخفف من حده الموقف هاتفه 
الدكتور طالب يشوفكم ومنتظركم في المكتب....
استقام الجميع واقتربوا من الممرضه ..
اما ابرار التي تغلبت على مرضها ونسيته قفزت من على الفراش مهروله الى الممرضه بدموع ام ېحترق قلبها علي ابنها ..
بصوت خرج مهزوز متلجلج مرتعش من الخۏف علي قطعه من قلبها هتفت 
ابني كويس يا بنتي طمنيني بالله عليكى.
ابتسمت لها الممرضه هاتفه 
ما عنديش معلومات يا فندم .. بس ربنا يطمنكم عليه ..
واستدارت تستأذن مردفه 
بعد اذنكم ما تتأخروش على الدكتور عشان الشيفت بتاعه هيخلص دلوقتي ..
رد عليها يونس باقتضاب قائلا 
انا جاي معاكي ..
فى حين تلقت صفا مكالمه من جدتها فذهبت للخارج تحدثها .. وتركت صبا بالداخل تغوص فى نوم عميق بفعل المهدئ ..
كانت الجده تستفسر عن حالة يعقوب وحفيدتها .. بعد ان علمت الاخبار من الخدم .. عندما هرولوا الرجال وتركوها تغفو من الارهاق والتعب المسيطر عليها بعد يوم شاق من العمل لتجهيزات العزاء وبعده ترتيب الغرف لعيلة الشاذلى ..
وجاء اتصال كريمه لطلب الطعام ليؤكد الخبر الشؤم .. لينقطع الاتصال بينهم لتيأس من استجابة كريمه .. لتعاود الاتصال على حفيدتها صفا
لترد عليها تحاول أن تطمأنها .. 
لتهتف الجده تؤكد عليها ان ترسل والدها لاخذ الطعام لهم بالمشفى .. لتجاوبها حفيدتها انه فى الطريق بعد أن هاتفت والدتها واخبرتها بمغادرتهم وهى فى طريقها للصعود لهم ..
أثناء حديثها رأت يونس يهرول مسرعا .. لم تستطع صبرا .. لتعتذر من جدتها وتنهى الاتصال .. وتسرع وراءه تكاد تقفز من على الارض لتعلم ما به ..
بينما ورده وزياد أتوا مقبلين عليهم .. دلفو الغرفه ليجدوها فارغه .. فاستعلموا من الممرضين على مكان تواجدهم ليسرعوا مهرولين لغرفة العنايه ..
فى نفس الوقت هرولت وتين وراء يونس .. واستندت ابرار على راكان واحمد .. حتى وصلوا امام غرفه العنايه المركزه وجدوا الطبيب ينتظرهم ..
اقتربوا منه و ألقى احمد عليه السلام قائلا 
طمني يا دكتور على ابني يعقوب هو بخير..
هتف الطبيب وهو ينظر الى الجميع بقلق من شحوب وجوههم قائلا 
للاسف انا لازم ابلغكم الحاله بالظبط حتى لو كانت الحقيقه قاسېة..
صمت لثواني وابتلع ريقه بصعوبه قائلا 
أستاذ يعقوب دخل في غيبوبه زى ما كنا متوقعين..
نزلت الكلمات
عليهم كالرصاصات اصابت قلوبهم وعقولهم وشلت جميع حواسهم من أثر الصدمة.
صړخت ابرار باسم يعقوب
آآآآه .. آآآآه .. يا قلب امك
صرخه على آثرها هزت جدران المشفى..
بينما عيونه مسلطه علي معشوقته وتين يراقبها ويحرسها .. 
وجدها تبكي بحرقه وقهر في أحضان صفا التى وطئت المكان تزامنا مع إعلان الطبيب للخبر المؤسف .. لتحاول تهدئة وتين من وقع الخبر عليها ..
بينما يونس الذي جلس في الأرض لا حيل له علي الصمود أكثر من ذلك
أقترب منه زياد وترك ورد تقف بجوار وتين و صفا
احاطوها بزراعيهم و أخذوها لكي تجلس علي المقعد .. فقدمها تهاوت لا تسعفها عالوقوف ..
أما احمد هذا الاب الذى تكالبت عليه الأحزان والأوجاع من حيث لا يحتسب .. كان يري الدنيا مظلمة من حوله
اقترب منه الطبيب قائلا
حضرتك كويس يا معالي المستشار تعالا اقعد ..
نظر له احمد بمقلتين تفيض الم لتغيم حدقتيه ليطغى احمرار جفونه على بياض عينيه واردف بنبره يستمد منها الصبر قائلا 
انا عاوز انقل ابني من هنا يا دكتور في اسرع وقت ..
رد عليه الطبيب بعملية قائلا 
مفيش مشكله يا فندم بس قدام حضرتك ال 24 ساعه الجايين مش هنقدر ننقله قبل كده.. انا جت لى تعليمات ان الدكتوره شغف جايه تباشر الحاله بنفسها .. وأنا همدها بكل المعلومات اللى هتحتاجها وان شاء الله ربنا هيطمنك عليه..
هتف أحمد بإيمان وثقه فى الله واردف قائلا 
ان شاء الله يعدوا على خير .. املي كبير في ربنا .. بس ياريت تجهز كل حاجه علشان هنقله فى اسرع وقت ..
صمت يقلب كفيه وهو يردد 
لله الأمر من قبل ومن بعد
والټفت ليرى حالتهم التى لا يرثى لها ..
اسدل جفونه يحاول امتصاص دمعوعه
 

تم نسخ الرابط