نبضات تائهة بقلم ياسمين الهجرسي

موقع أيام نيوز


تليق بكبير البلد ..
الق عليهم الحاج محمد التحيه قائلا
اهلا بيك يا سيدنا الشيخ وازي حضرتك ياشيخ حمدي تشربوا ايه .
رد عليه امام المسجد بمدح وهو يجلس قائلا 
دايما عامر يا حاج محمد .. المهم انا جاي لحضرتك في كلمتين
صمت لبرهه يبتلع ريقه خوفا مما سيتفوه به ثم رفع نظره الى جلال قائلا 

مأذون البلد جالي بعد ما اكتشف المصېبه اللي هو عملها وهو مش واخد باله هو وجلال ابنك .
نظر الحاج محمد له وهو يضيق ما بين حاجبيه قائلا بتوجس 
مصېبه ايه كف الله الشړ اللى المأذون عملها هو وابنى جلال.
أجابه إمام المسجد بقلة حيله قائلا 
الشاهد عالواقعه هو اللى يحكي لك بنفسه 
نظر له المأذون والقلق يعتريه لما مقدم عليه ليردف قائلا 
شوف يا حاج محمد كلنا بنغلط وعايشين في حياتنا عشان نتعلم .. انا غلطى كبير وانا معترف بيه .. ومكنتش هسامح نفسى لو لا قدر الله دخل بيها ..
ليتزعزع أوصال الحج محمد .. وتتجهم ملامحه .. لتتحول نظرته البشوشه الى أخرى قاتمه .. ومقلتيه التى حدقت فيه بشيطانيه .. ليتجسد امامهم المثال الحقيقى للڠضب الكاسح المدمر لما حوله ..
بينما صمت المأذون رهبتا وخوفا من حالة الحج محمد..
ليشاور له پغضب .. ضارب بعصاه الارض .. يلوح له بأصبعه فى حركه دائريه على متابعة كلامه ..
ليسترسل المأذون بقلق مردفا 
انا لما جالي اللواء جلال ونسيبه علشان يرد الست فهيمهويتجوزها تاني .. 
انا كتبت الكتاب وما شكتش فى حاجه ولا كنت مخون .. لان سياده اللواء هو اخوها ووكيلها بنفسه .. 
ليبتلع ريقه بتوجس يسترسل قائلا
أنا
مخونتش وقولت انك اكيد عارف ودا بعلمك ..
لما عقدت عليهم وأخدت الدفتر لمحامى المكتب عشان يروح يسجله فى الشهر العقارى وهو بيسجل عقود الجواز ...
لقينا عقد جواز الست فهيمه باطل لانه تم عقد القرآن بموجب توكيل عام رسمي .. وده طبعا قانونا باطل لأن تم تعديل القانون بخصوص التوكيل العام . والزواج مدام صاحبة الشأن مش موجوده يبقى لازم توكيل بعقد قرآن .. وليس توكيل عام ..
وأنا لما عقدت لهم من جديد كنت متخيل ان هو توكيل بعقد القرآن .
يبقي كده العقد مش نافع وانا جيت ابلغ حضرتك ببطلان الزواج ..
شعر الحاج محمد بأن هيبته وعزته وكبريائة وسمعة عائلته تتسرب منه كما يتسرب الماء من تحت قدمية ..
نظر الى جلال بعصبيه وصوت يغلفه الڠضب قائلا 
الكلام اللي بيقولوه ده صح .. انت ازاي تقع في غلطه زي دي .. وازى من أصله تتخطاني ومترجعليش.
رد عليه جلال باضطراب قائلا 
يجوز انها تتجوز بموجب توكيل رسمي .. مين اللي قال ان ده ما ينفعش .. 
ده غير حضرتك مكنتش موجود .
قبض على عصاه كمن يقبض على جمره من ڼار .. يود لو حطم رأسه اليابسه عديمة النفع .. رغم كبر سنه ولكنه بعقل طفل لا يعى ولا يفهم شئ من امور الحياه ..
رد عليه والده بحزم قائلا 
كنت مسافر مش مېت .. والغلطة دى قسمت ضهرى نصين .. وضيعت اختك .. وحطيت شبتي في الأرض.
نظر جلال الي والده ونكس عيونه في الأرض .. منكسر مطاطا الرأس.
ردا على سؤال جلال هتف المأذون قائلا 
تعديل القانون بشأن الموضوع ده قال .. 
مدام في توكيل بعقد زواج يبطل اي توكيل ثاني يتم الزواج به .. يعني جواز اخت حضرتك من طليقها باطل .
احتد صوت الحاج محمد عالمأذون واشتدت نبرته غيظا قائلا 
وانت كنت فين كل الفتره دي .. ليه مجيتش بلغتني من زمان .. انت لسه جاي تبلغني بعد ما ماټ والبلد كلها عرفت انه اتجوزها تاني .
رد عليه مأذون البلد موضحا قائلا 
لما اكتشفنا الموضوع ده كنت حضرتك مش موجود في البلد .. وانا كنت مريض وعندي مشاكل كثير في القلب .. وأول ما خفيت واخذت عنوانك وكنت جاي لك القاهره لقيت حضرتك موجود في البلد..
فأنا جيت لك عشان أبلغك ان بنت حضرتك لسه مطلقه .. وليست زوجه ..
وقبل ان يكمل كلامه دلف عليهم رئيس الغفر قائلا 
في ست اسمها عفاف بره بتقول انها عايزه حضرتك انت وست فهيمه وستنا الحجة.
رد عليه الحاج محمد بتعب وهو يشعر بنغزه في قلبه تكاد ان تزهق روحه قائلا 
خليها تتفضل وبلغ الحجه فردوس وستك فهيمه عشان يجوا 
أومأ الغفير بأحترام وترك له الغرفه وذهب ينفذ اوامره.
دلفت عفاف وألقت عليهم التحيه لتأتى من خلفها فهيمه التي تمسك كف يدي والدتها تستند عليها ..
وعندما عرفت هوية من تريد مقابلتها تحولت ملامحها الى ڠضب واشتعلت البراكين داخلها من جديد هاتفه 
ايه اللي جايبك هنا يا عفاف وعايزه ايه.
ردت عليها عفاف امام الجميع بصوت عالي هاتفا
انا مش عايزه منك حاجه ولا عمري هعوز منك .. انا كل اللي انا عايزاه وجايه عشانه هي حاجه واحده بس. 
حته الارض اللي جوزي كتبها لبنتك قبل ما ېموت .. انا ما عشتش معاه كل السنين دي عشان يحوش
 

تم نسخ الرابط