عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر
المحتويات
بلقمة من عربية الفول اللي في اخر الشارع ......... وبعدين بقا ياخالتي متزعلنيش منك هما كدة كدة في طريقي يبقى ايه لزوموا بقى المواصلات والزحمة حمد لله المكنة شديدة وتتحمل المسافات.......... تمام بس حاولي تجهزيهم بسرعة عشان مايتأخروش على ميعاد المدرسة ........ ربنا يرحمه ويبشبش الطوبة اللي تحت راسه يارب......... ماشي سلام ياخالتي
الوو .....ايوة ياعم علاء انا مازن....... معلش بقى ان كنت صحيتك بدري اوي بس المعلومة دي ماينفعش تستنى........ سعد دخل الحارة قدامي دلوقت متلتم زي الحرامية وزمانه وصل بيتهم .............بسرعة بس والنبي تعالي عشان اللحق انا مشواري واوصل البنات اخوات حودة الله يرحمه لمدارسهم ........... تمام وانا هتابعك بالتليفون ........... تسلم يارب .
............................
خرجت من غرفتها لتجد والدها ووالدتها وعمتها فوزية على منضدة الطعام يتناولون وجبة الإفطار في انتظارها.. القت التحية بوجه عابس وهي تجلس بجوارهم على أحد المقاعد
صباح الخير ياجماعة
رددوا خلفها التحية وهي انكبت تتناول طعامها بغير شهية.. شاكسها أبيها
ردت محرجة
يوه يابابا هايكون في إيه يعني عادي .
أردف بابتسامة ساخرة
عادي برضوا ولا يكونش زعلانة مع سي علوة يابت وانا مش داري
ازداد عبوس وجهها والذي اكتمل بحمرة الخجل التي زحفت لوجنتيها.. تدخلت فوزية
يالهوي عليك ياشاكر.. ماتهمد بقى ياخويا وماتكسفش البنية.. اللي يينها ويين خطيبها دي خصوصيات ملناش احنا فيها.
خصوصيات ايه بلا نيلة.. دا العيال من ساعة ماخطبوا بعض والمصاېب شغالة ترف على ادمغتنا بالكوم.. مرة بحاډثة حسين وكملت بالزعلة الكبيرة لعلاء ووالده.. اموت واعرف ايه اللي بينهم.. مش ناوية برضوا تتكلمي يافجر
تاففت ناهضة
تاني ياماما السؤال ده ماقولتلك ماعرفش.. انا رايحة اجهز عشان احصل شغلى بقى.
برضوا انتي ماتعرفيش ياست الابلة! اقطع دراعي ان ماكنتي عارفة وبتستهبلي.
لكزتها فوزية
ماتسيبها ياولية هو انتي هاتموتي لو معرفتيش
فتحت فاهها لترد ولكن سبقت فجر وهي تهتف على والدها فجأة قبل الدلوف لغرفتها
ماتمشيش يابابا قبل ماتاخدني توصلني معاك.. عشان علاء اتصل وقالي انه خرج بدري على مشوار مهم .
ايوة بقى قولي.. يبقى عشان كدة قالبة وشك يا أبلة فجر.
دبت أقدامها على ألارض بغيظ قبل ان تذهب لداخل غرفتها متاففة.. تساءلت سميرة بفضول
يااخويا انه مشوار دا اللي يخرجه بدري كدة والساعة مجابتش سبعة الصبح
............................................
توقف على مدخل الحارة بسيارته التي قادها بسرعة شديدة حتى يصل.. وجد مازن في انتظاره بجوار دراجته البخاربة وبجواره اخوات حودة.. اسرع اليه وهو يترجل من باب السيارة قائلا
حمد لله انك وصلت عشان اللحق اوصل انا البنات لمدراسهم .
تابع وهو يقترب من أذنه يهمس
وكويس عشان تحصله قبل مايمشي.
سأله بهمس هو الاخر وبأطراف اصابعه يمسح على شاربه بتحفز
هو فين دلوقتي
خرج من بيتهم جري على ورشته من يجي عشر دقايق بس.. يعني يدوبك تلحقه .
اربت بكفه على اكتاف مازن قبل أن يتحرك قائلا
تمام يابطل.. اتحرك انت بالبنات وانا هشوف شغلي .
ربنا يقويك .
تمتم بها قبل ان يذهب مهرولا نحو الفتيات.. كم ود الأنتظار ليرى بنفسه عقاپ الخائڼ ولكنه لن يتقاعص عن تأدية واجبه في توصيل الفتيات.. وبعدها يعود على الفور ليرى وليضحي بيوم من العمل .
...............................
بداخل ورشته الخالية من العمال تناول سريعا بعض النقود الورقية من خزانة امواله الخشبية ليضعها في جيوب سترته الثقيلة وأيضا في جيبي بنطاله .. ثم أغلقها على عجالة كي يستطيع الخروج من الحارة بعد أن أتم مهنته برؤية والدته وإعطاءها بعض النقود لإعالتها .. زفر حانقا على وضع حاله الان وهو مهدد ومتخفي كاللصوص داخل حارته.. بعد ان كان يسير بها متبخترا كالملوك في سنواته الاخيرة وقد تيسرت حالته المادية بفضل نجاح مشروع ورشته.. ورشته المتوقفة من العمل الان بفضل هذا الملعۏن الذي سرق في البداية فرحته بخطبته لشروق النسخة الاخرى من حب عمره ثم تسببه في كشف أمره بالبحث في دفاتره القديمة واخراج اسرار ظن هو انها اندفنت مع مرور السنوات .بخطوات مسرعة وصل للخروج من الباب الخارجي.. اغلقه من الخارج بقوة ثم استدار وهو يغطي وجهه.. خرجت منه شهقة قصيرة مجفلة.. وهي يراه امامه بطوله المهيب وعرض جسده المتحفز وكأنه مصارع وعلى وشك خوض مبارة مع أحد خصومه.. خرج صوته وكانه يسأل نفسه
علاء !!
بابتسامة متهكمة حرك رأسه قائلا
إيه خضيتك
ازدرد ريقه وهو يجاهد الثبات امامه في الرد
وإيه بس اللي هايخضني منك... ياصاحبي
صاحبي!!
رددها واعتلى شفته ابتسامة جانبية قبل ان يطرق بوجهه فتحركت اقدامه
متابعة القراءة