عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر
المحتويات
كلها من غير ما تزعجينى باتصال واحد حتى يبقى انا كده اقلق بقى.
صمتت قليلا قبل ان تجيبها
لا ماتقلقيش ياسحر انا بس كنت مصدعة وخدتني نومة لهتني عن ازعاجك.
وصلها صوت صديقتها القلق .
لا يافجر .. انا بعد ما سمعت نبرة صوتك دي بقيت متأكدة ان في حاجة بجد تعباكي مش هزار ..هاتقدري تتكلمي فى الفون ولا تصبري للصبح عشان الوقت اتأخر دلوقتي على الخروج .
اشوفك بكرة ياسحر في المدرسة ان شاء الله تصبحي على خير.
بعد ان نهت المكالمة مع صديقتها الحبيبة .. استلقت على فراشها تبتغي النوم والراحة قليلا عن ما يدور برأسها.
.......................
فى الجهة الاخرى بعد ان انهت مكالمتها اللتفت مرة ثانية للتصحيح فى كوم الكرسات المتناثرة امامها على طاولة المكتب بعد اختبار الشهر الذي فاجئت به طالبات الفصل بالامس ..بدون سابق إنذار
هااا ايه رأيك
فغرت فاهها وتدلى فكها بذهول وهي تري والدتها تلتف امامها بفستان سهرة بالون الفضي مطرز ببعض حبات الخرز على الصدر .. فانعكست اضاءة الفستان مع حبات الخرز على وجه المرأة الابيض وهي تبتسم بتفاخر و تسأل بالحاح
فاقت من ذهولها وهى ټضرب بكف يدها على سطح المكتب قائلة
عايزاني اقول رأيي فى ايه ياماما فى سنك ده ومكانتك كموظفة محترمة فى القطاع الحكومي لابسالي فستان بترتررر
شهقت رجاء تتخصر امامها مستنكرة
وماله سني ياعنيا كبرت بقى ولا عجزت دا انا اعرف ناس فى سني ولسة مااتجوزوش ..وان كان على الاحترام فانا محترمة ڠصب عن الكل ..يعني البس ترتر ولا مشخلع حتى ماحدش له عندي حاجة .
طيب ولما هو كده زي انتي مابتقولي ..عايزة رايي فى ايه بقى
قالت رجاء بتوسل
عيزاكي تقولي رايك بجد فى الفستان وانا لابساه من غير ما ترمي كلامك الدبش كده فى وشي .. انا ماليش هنا فى البلد دي غيرك ياسحر عشان اسأله فى حاجة ضروري زي دي ..فرح بنت اخويا قرب و عايزة اللحق اجهز نفسي بقى .
كظمت امتعاضها بصعوبة وهي تستجيب للابتزاز العاطفي من ناحية رجاء ..فالقت نظرة متأنية على ماترتديه لتفحصها جيدا قبل ان تبدي رأيها ..الفستان لم يكن سئ بأكمله .. فقد كان منسدل على قوامها المتناسق بنعومة ..بالإضافة ان قماشه لم يكن بالضيق الذي يجعله يلتصق بجسدها .. تنهدت بيأس حتى وجدت ضالتها اخيرا وهى تنظر على منطقة الخصر ..فابتسمت داخلها بخبث لتجيب والدتها بكل ضمير
سألتها مجفلة
ايه هو العيب اللى فيه
كرشك
نعم !!
بقول الحق ياماما ..كرشك ظاهر قوى فى الفستان .
تنهدت رجاء بغيظ وهو تتمتم بصوت خفيض
ماشي تمام ..هنلاقيله صرفة ان شاء الله .
سألتها ببرائة
هاتشفطي كرشك ولا توسعي الفستان
هتفت عليها حانقة
مالكيش دعوة .. انتى قولتي رأيك وكتر خيرك على كده ..المهم بقى امتى هاتجهزي انتي كمان وتشتري حاجة عدلة عشان فرح بنت خالك .
هي غنوة ياماما وعايزاني اغنيهاماقولتلك مش رايحة فرح الزفتة بنت خالي ولا راجعة البلد دي تاني نهائي ..هو انتي ايه مازهقتيش
رفعت رجاء طرف فستانها وهي تردد مع خروجها من الغرفة بتصميم
لا مازهقتش ياسحر
وهاتروحي الفرح معايا يعنى هاتروحي الفرح .
بصوت عالي صاحت هي الأخرى كي تسمعها
وانا قولت مش رايحة الفرح يعني مش رايحة الفرح واما اشوف كلمة مين بقى فينا اللي هاتمشي
.
على طاولة صغيرة بوسط المنزل اعدتها زهيرة مائدة للأفطار فوضعت عليها بعض الاصناف الخفيفة من الطعام بالإضافة لبراد من الشاي الساخن ..كانت تهتف على ابنها
ياللا بقى ياعلاء كفاية نوم يابني
خرج لها من غرفته يجفف شعر راسه بمنشفة صغيرة قائلا
ياست الكل انا خرجت اهو والنعمة..كفاية بقى تندهي عليا هاتصحي العمارة كلها معانا.
قالت ضاحكة
ماانا كنت فاكراك لسة نايم ياحبيبى ..مكنتش اعرف بقى انك صحيت وخدت شاور كمان .
اقترب منها يقبل أعلى رأسها قبل ان يجلس على المائدة قائلا
ولا يهمك ياحبيبتي..صباح الفل عليكي.
صباح الفل والورد كمان على احلى علاء
قالتها وهي تجلس هي الاخرى تشاركه وتابعت تسأله
صحيت بدري لوحدك يعني ماارتحتش فى مكانك الجديد ولا ايه
وضع لقيمة كبيرة من الجبن قائلا بمكر
بصراحة بقى ياأمي انا فعلا مقدرتش انام في الاوضة الجديدة دي اصلها مقفلة كده وعلى شارع خلفي بجد ماستريحتش فيها ..عكس اوضتك انتي بقا بتطل على الميدان والمناظر الحلوة.
قطبت قائلة بدهشة
ما هو دا كان رأيك انت يابني..لما قولت انك عايز الهدوء ..بعيد عن دوشة الناس والعربيات.
اومأ برأسه قائلا بارتباك
هو فعلا كان دا رأيي في الأول ياست الكل..بس بصراحة امبارح وانا فى أوضتك حسيت براحة
متابعة القراءة