حب في الارض الغريبة بقلم سارة مجدي

موقع أيام نيوز

منى فى ساعده واحضتنته بشوق كبير واضح 
ابتعدت عنه قليلا ثم قالت 
كم عمرك 
خمسه عشر سنه .
ابتسمت ابتسامه حنونه وربتت على شعره قائله 
اتمنى ان اكون اخت جيده 
كان كل من يسرى وعماد يحفرون الارض بجوار المغاره حتى يدفنوا العجوز .
وكان احمد وخالد وزايد ومازن يحملون جسد العجوز الملتف بشرشف أبيض ... وضعوا جسده بداخل الحفره العميقه ... وبدئوا بتغطيه بالتراب .
وبعد ان انتهوا تماما ظلوا واقفين امام ذلك القپر فى صمت حتى قطع يسرى ذلك الصمت قائلا
انظر الى نهاينه ... ماذا جنا من كل ذلك ..... لا شئ 
اقترب خالد منه قائلا 
هذه نهايه متوقعه لشخص مثله ... لاتفكر فى ما مضى ولا كن ماټ ... فكر فى الات ومن هم حياء هناك من يحتاج دعمك الكامل
نظر اليه يسرى فى ادراك و اومئ بنعم ثم عاد الصمت كن جديد حتى تكلم عماد قائلا
لقد وجدنا طريق الخروج من هذه الارض والعوده الى الوطن 
انتبه جميع الرجال الى حديثه فى انتظار تكملته 
اكمل عماد قائلا
هناك شاطئ كبير اعتقد ان هذه الارض تطل على المحيط وجدنا به ثلاث سفن كبيره وعلى الشاطئ يرسوا أسطول كامل من مراكب الصيد الصغيره 
سكت عماد ... و كان جميع الرجال ينظرون اليه فى اندهاش وكأنه كائن غريب يتكلم لغه غير مفهومه
تكلم يسرى قائلا 
تقول ثلاث سفن كبيره ... هل كنا مغيبون .... ام اننا مغفلون حقا ... انا لا اصدق ... كيف خدعنا ذلك الرجل ... كيف لم نحلل وندرج ذلك 
اقترب منه عماد ووضع يده على كتفه قائلا
لا تلم نفسك يسرى ... ما حدث مر وانتهى ... لنفكر فى القادم .
تحرك خطوتين الى الامام وقال 
لابد ان نتحرك الان. .... هيا بنا 
وعندما عاد الرجال الى المغاره وجدوا كل سكان المغاره فى الساحه الكبيره فى انتظارهم للبدء فى رحله العوده وقف يسرى شامخا امام الجميع ثم تحدث قائلا 
لقد وجدنا ثلاث سفن كبيره سوف نعود بها الى الوطن ... ولكن هناك احتمال وجود من يحرسها ... لابد ان نقاومهم بشجاعه حتى نستطيع الخروج من هنا 
تركت منى يد ساجد وتقدمت و وقفت امام زوجها قائله 
لن تجدوا احد هو من كان يتحكم بكل شئ ... الاقزام الحيوانات العملاقه ... كل شئ ... 
تنهدت بصوت عالى واكملت قائله 
والان لا يوجد خطړ من اى نوع 
عم الصمت المكان كل يفكر ويحلل ... ولكن الان القصه انتهت 
تقدم عماد من نادين الواقفه فى صمت وقال 
هيا بنا نادين ... لنعود الى الوطن ... 
ابتسمت وقالت 
نعم هيا بنا لنعود الى الوطن ونترك تلك الارض الغريبه . 
الخاتمه 
حب فى الارض الغريبه 
كانت القاعه المجهزه للعرس فى غايه الروعه والرقه 
كان بالقاعه كل من زايد ويارا التى كانت تبدوا فى ذلك الثوب الذهبى ومع بروز بطنها وظهور الحمل عليها غايه فى الرقه والجمال وزايد الذى ينظر اليها وابتسم وقال
لم اعرف رايك فى شهر العسل الخاص بنا 
نظرت اليه بغيظ واضح وقالت
كان رائع لم ارى اروع منه حيوانات عملاقه ... وعجوز مچنون .... ورحله بحريه خارقه للطبيعه
ضحك بصوت عالى متذكر كل ما حدث معهم 
سوف نجد الكثير لنحكيه لاولادنا.
اومئت بنعم مع ابتسامه سعاده خالصه 
وايضا كان يجلس خالد الذى مازال يعالج زراعه من تلك الحاډثه البشعه ....ولكن على زراعه الاخر يد لشابه لطيفه وجميله ... انها طبيبته التى تتابع علاج زراعه .. ولكنه اوقعها فى حبه وتمت خطبتهم بعد دخوله المستشفى بوقت قليل .... 
نظر اليها وهى تبحث فى هاتفها مؤكد على شئ طبى لا يفهمه وقال 
اه زراعى 
انتبهت اليه فى لهفه حقيقيه ووقفت حتى ترى ما به ولكنها وجدته يبتسم اليها بمشاكسه 
فضړبته على زراعه السليم قائله 
كم انت مستفذ 
لا احب انشغالك عنى بهاتفك .
ابتسمت اليه واجابته قائله 
كنت أتأكد من حجز الطائره وحجز المستشفى من اجل الجارحه القادمه .. انها الاخيره خالد 
ربت على يدها وقال 
غاده انا لست مهتم بجراحه كتفى الا لسبب واحد وهو انت .... ما دمتى معى فانا مطمئن 
كانت ضحكتها ونظرتها اكبر دليل على حبها ... وان لا شئ مهم سواه 
وكان على نفس الطاوله ايضا يجلس احمد كان فى ابها صوره ... يرتدى بذله سوداء ويبدوا فى غايه الاناقه وكانت تجلس بجانبه زوجته هى ايضا سيده اعمال ... هى الوحيده التى استطاعت الوقوف فى وجه احمد ... ولكن المهم بالموضوع ان احمد يحبها حقا ..
اقتربت منه قائله 
هل انت من اتصل بالسيد حسام 
نظر اليها فى اهتمام وقال 
لا لست انا ...ماذا حدث 
ارسل ايميل لينهى الصفقه ..ولم يبدى اسباب 
امسك بيدها فى حب وقال 
لا يهم ... انت ما يهمنى ندى ولا شئ اخر 
وضعت راسها على كتفه قائله 
وانا احبك احمد ...احبك جدا 
كانت على الطاوله المجاورة يجلس كل من يسرى وبجانبه منى زوجته وبحضنها ابنتهم اروى فبعد كل ما حدث كان هناك شرخ كبير تخشى منى من اتساعه فى علاقتها بيسرى ولكنه اظهر لها من الحب والتفهم الكثير ... تخطى ما حدث وجعله ماضى بعد ان اتفق معها على ان لا يكون هناك اسرار بينهم ... 
ويجلس بجانبها اخيها ساجد كم تغير ذلك الشاب .. كم اصبح اكثر وسامه ورجوله ..على الرغم من صمته الدائم ولكنه افضلا حالا فبعد عودتهم الى ارض الوطن بحث منى ويسرى كثيرا حتى يخرجوا الاوراق الرسميه له والتقديم فى مدرسه داخليه مناسبه له و لظروفه حيث بلغ الخامسه عشر ولم يدخل مدارس ابدا ... وكل شئ سار الان بخير 
وكان بجانبهم كل من مازن ومصطفى كل منهم عاد الى تكمله دراسته .... هناك الكثير من البنات حولهم ولكنهم الان يوفرون كل جهودهم للدراسه والعمل حيث يعملون ايضا فى الشركه الذى اسسها يسرى وحمزه ....
حمزه ايضا تزوج اخت يسرى الصغيره نور ... كم عشقها قديما فى سره خاصه وانها كانت صغيره ولم يستطع اخبار صاحبه بذلك ... والان حقق حلمه وهى الان فى شهور حملها الاولى.... ومن كثره خوفه عليها لم يسمح لها بالحضور 
دائما يخبرها انها حلمه الكبير ... وسره الاكبر 
علت الموسيقى اعلانا لوصول العروسين 
لم تكن نادين تلك المرأه التقليديه فى حياتها والدليل تلك الرحله التى كانت فى الاساس فكرتها . ولكن فرحها كان تقليدى جدا اراتد ان تكون لها ذكريات كلاسيكيه مع عماد يكفى مغامرات واحداث صاخبه 
دخلت نادين تتمسك بزراع عماد وكائنها تخاف ان يختفى كانت رائعه الجمال بفستانها الاسطورى الواسع ... وكان عماد يشبه ابطال الافلام ببذلته السوداء ... وهيبته بجسده العضلى الضخم .... وقف الجميع يصفق للعروسين مع دخولهم الى القاعه وارتفاع اغانى الدى جى 
كانت نادين سعيده وجميله وكان عماد ينظر اليها بشغف واضح وحين اقتربا من الطاولات الذى يجلس عليها الاصدقاء اقترب الجميع منهم فى سعاده واضحه ... و كان الجميع يشعر بسعاده حقيقيه واحساس اخر يتملكهم جميعا وهو احساس النجاح والانتصار .... فزواج نادين وعماد لهو اكبر دليل على نجاحهم فى تلك الرحله ... جلس العروسين فى المكان المخصص لهم وتحدث فتى الدى جى لبدئ فقرات الحفل برقصه للعروسين وقف عماد
على قدميه امام نادين ومد يده لها أمسكت يده ووقفت امامه بابتسامتها الرائعه ولكن بدل تحركهم الى ساحه الرقص تحركوا باتجاه فتى الدى جى وطلب عماد منه الميكروفون
وتوقفوا فى منتصف ساحه الرقص تكلم عماد قائلا 
اهلا بكل الاصدقاء ....اليوم احقق حلم قديم حلمت به
فى يوم و لم اتخيل انه سيتحقق يوما.... 
ثم الټفت الى نادين وجثى على ركبه واحده وأمسك يدها وقال 
ذلك اليو عندما تقدمت اليك كنا تحت اسر الاقزام .. لكن الان وانا بكامل قوايا العقليه ... وبكامل حريتى ... نادين تقبلى تتجوزينى
ضحك الجميع على تلك الكلمات وخاصه أصدقاء الرحله ذهاب وعوده لمعرفتهم بتلك التفاصيل 
أمسكت نادين الميكروفون من عماد ووضعت يدها على كتفه حتى يقف على قدميه من جديد ثم قالت 
لم اجيبك فى المره السابقه ... ولم تسمح لى الظروف وقتها ان اعترف لك بكل ما اشعر به .... انت اكبر احلامى ... بل انت حلمى الوحيد ... الحب الحقيقى ... حلم المراهقه الذى تحقق الان ولن اتخلى عنه ابدا .
صفق الجميع فى سعاده واضحه بعد ان حملها عماد ودار بها ثم اوقفها على قدميها ونظر اليها فى حب حقيقى ... فبعد ما حدث فى تلك الارض الغريبه ... وبعد كل تلك الحيوانات العملاقه ... والاقزام .. ذلك العجوز المختل ... ورحله عودتهم البحريه الصعبه .... وكل ماعنوه بعد العوده الى الوطن .... 
لا يوجد احلى من تلك النهايه وتحقيق الاحلام .... واحلى من الحب والثقه ... والصداقه الحقيقيه .... 
وكانت حقا رحله حب الى الارض الغريبه
تمت

تم نسخ الرابط