وبها، متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الأول

موقع أيام نيوز

أرضية الحديقة من التعب
ما تقوم يا بني وما تفرحش الناس الۏحشة فينا .
ضحكت مقهقه بصوت عالي لتزيد على غيظه حتى جعلته ينفث دخان من أنفه وقبل ان يهم بالرد لمعت عينيه باستدراك ليعود إلى لعبته المفضلة الدائمة وأدخل كفه في جيبه ليخرج حبات من الحلوة ملفوفة ثم رفعها بوجه الطفل مرددا
تعالى يا بطل بقى عشان تاخد دي.
على الفور ھجم عليه التوأم لطلب حقهم 
انا يا جدو انا يا جدوا
جلجل بصوته العالي يعطيهم بعد ان يأخذ الثمن اولا بالقبلات على وجنته امام الصغير ليقلدهم هو أيضا ويأتي لكن لميا استشاطت من الغيظ تهتف باعتراض
تاني يا عامر طب احنا مش منبهين قبل كدة على أي نوع في شيكولاتة يبقى ممنوع.
لوح لها عامر بقطعة منهم امامها مرددا
بس دي يا حبيبتي مفيهاش شيكولاتة دي نوع مستورد جيبته مخصوص وما بيجبش اي ضرر للطفل هاها..
جزت على أسنانها واحتقن وجهها بالأنفعال منه لتستمر الحړب الكلامية بينهم بينما هو دائما يفوز في معظم جولات المنافسة على الإستئثار بحب الأطفال يراقبهم جاسر وزهر وكاميليا وزو جها طارق الذي عقب ضاحكا
مفيش فايدة يا جاسر والدك ووالدتك الاتنين عقلهم صغير اكتر من بعض .
ضحكت كاميليا تضيف هي الأخرى
لأ بس بتصعب عليا طنت لميا عمو عامر كياد اوي يا جدعان. 
قهقه الجميع وقال جاسر
عندك حق يا ستي بس هي بتصفاله وتسامحه بعد كدة أصلها كمان مكنتش تعرف ان عنده هوس بحب الاطفال كدة. 
تدخلت زهرة قائلة ببؤس
ودلوقتي هي قدرت بس على حظي انا يا لا عشان تجيبي الخامس يا زهرة عشان تجيبي أخت للبنت يا زهرة.
عقب طارق ضاحكا يخاطب جاسر
إيه يا عم جاسر وانت ساكت ع الكلام ده ولا انت مسلطهم عليها ولا إيه
هز الاخر كتفيه بثقة قبل يلف ذراعه حول زو جته ليقول بزهو 
والله ما مسلطهم ولا حاجة بس هما واثقين في ابنهم ومراته واحنا بقى والحمد لله قد الثقة.
اسبلت زهرة عينيها بخجل وهي تلوح بكفها بيأس نحو صديقتها التي كانت تشارك الضحك مع الرجال وردت
حمد لله يا عم انا حمايا وحماتي مالهومش في الكلام ده وبعاد عننا واحنا كمان مستكفين بالبنت. 
القى جاسر بنظره نحو الصغيرة التي كانت جالسة بركن قريب في الحديقة بجواره ابنه مجد والذي كان يستذكر لها درس ما في منهجها بصبر دول كلل أو ملل فقال معلقا
ايوة يا جدعان بس البنت برضوا اكيد هتفرح لما تجيبلوها أخ أو أخت.
ردت كاميليا بنبرة تقطر بمرارة
بالعكس هي كدة احسن مش كل الأخوات بيبقوا فرحة لأهاليهم او سند لاخواتهم.
بدا التأثر على ثلاثتهم وقد وصلهم مغزى حديثها فتناول طارق كف ي دها يضغط عليه بدعم
انا شخصيا مستكفي بمراتي والبنت قاعد مع جوز قمرات هحتاج إيه تانى
تبسمت تناظره بامتنان كعادتها فقالت زهرة
ربنا يخليكم لبعض
اممم الثلاثة خلفها وقال جاسر بعد بعدها
اه صحيح نسيت اقولكم مش انا شوفت كارم من كام يوم مع عدي عزام عند مسؤل مهم اوي في البلد. 
سألته كاميليا باهتمام
وهو ماله بالمسؤل المهم
اجابها طارق
يا قلبي ما انتي متعرفيش بقى عدي عزام بيستغل كل نفوذ اخوه مصطفى عشان يكبروا شركتهم الاتنين دول ينطبق عليهم فعلا المثل بتاع ما جمع الا ما وفق. 
قالت زهرة
وسبحان الله الدنيا ماشية معاهم ومصطفى يا عيني هو ومراته ھيموتو على حتة عيل وبرضوا لسة ربنا مرادش .
ان شاء الله يريد ويسعد قلبهم.
هتف بها جاسر قبل ينهض فجأة قائلا
طب احنا نقوم نتعشى بقى انا ھموت من الجوع عشان كمان نلحق مشوارنا مع الوفد الأجنبي يا طارق دا خالد زمانه على وصول..
قالها وقطع فجأة مجفلا مع ثلاثتهم على صيحة عامر وهو يهلل
عملها حبيب جده عملها البطل يا لميا وجاني بنفسه عشان ياخد البنبون .
في منزل أبو ليلية 
كانت صبا جالسة مضطرة تتابع مع والدتها المسلسل الصعيدي والذي حفظته من كثرة الإعادة ومع ذلك تجد نفسها تندمج مع الحلقات وتبتسم على بعض المواقف على الأقل تجد به تسليتها وما يلهي عقلها عن التفكير والبحث المستمر على وسائل التواصل الإجتماعي عن ظيفة تناسب مؤهلها أو حتى تتماشى مع المعايير التي وضعها والدها في وظيفة محترمة على مكتب كما يقول دائما لا بياعة في محل مهما كان حجمه أو نادلة في مطعم مهما كانت درجته وغيرها من المحظورات والتي لاتجد غيرها في نتائج البحث نظرا لانعدام الفرص او ندرتها في الإلتحاق بالوظيفة التي تتمناها ويرضى بها والدها.
مع سماع صوت المفتاح في باب المنزل ظلت انظارها معلقة به حتى دلف عائدا من الخارج يلقي التحية وهو يتخذ وضعه بالجلوس بجوار والدتها
مساء الخير.
رددن بالتحية خلفه هي ووالدتها والتي سألته بقلق
اتأخرت يعني النهاردة يا مسعود.
أجابها مستاءا بملامح متعبة ومرهقة
ما انا طلعت من شغلي وروحت المستشفى على طول.
مستشفى إيه يا بوي هو انت فيك حاجة
سألته صبا سريعا بلهفة وكان رده
لا يا بتي انا مفياش حاجة والحمد لله دي اخت صبا... مضړوبة الدم جطعت شراينها وكانت عايزة ټنتحر عشان اختها مش راضية تجوزها لواد خالتها الصايع .
باه
هتفت لها زبيدة لتتابع بملامح متغضنة بالڠضب 
ليه هي الدنيا صفصفت ومعدتش في غيره إيه البنتة المشجلبة دي 
أكمل على قولها ابو ليلة
اه يا زبيدة لو تعرفي دلوكت انا كد إيه دمي بيغلي ويدي بتاكلني عشان اسفخها كفين على وشها يدورو رأسها ويردولها عجلها البت جليلة الحيا دي جابت الفضايح للبيت كله وخلت كل الناس تمسك سيريتهم .
تاثرت صبا بالحديث المحزن مشفقة على شهد بكم الضغوط التي تتعرض لها ولا تجد من يساندها او حتى يخفف عنها ف تكلمت تسأله
طب هي شهد عاملة إيه دلوكت يا بوي .
تحركت رأسه بأسى وكفه ضړبت على ركبته ليرد بغيظ يتمكلمه
ما شوفتهاش يا بتي انا سمعت الخبر متأخر ولما روحت ملجتهاش كانت مشت وحتى لما اتصلت عليها ردت عليا صاحبتها البت الحلوة ام شعر اصفر دي جالتلي انها نايمة عندها و.....
وإيه تاني يا عم ابو ليلة
هتفت بالسؤال صبا مقاطعة والدها بابتسامة مبهمة أجفلته في البداية ليسألها بعدم فهم
إيه يعني مالك يا بت بتبصيلي كدة ليه
غمزت بطرف عيناها نحو والدتها لتردد بشقاوة 
اصلك بتجول حلوة وشعر اصفر.... شوفتها انا اللي اسمها لينا دي مرة قبل كدة مع شهد بت حلوة وتعجب صح!
فهم والدها وضيق عينيه بغموض يتلاعب بسلسلة مفاتيحه ويتنقل بأنظاره بين صبا التي تشعر بالحماسة و زبيدة التي تدعي التجاهل ومتابعة المسلسل ليفاجأ صبا بقوله 
جومي يا بت.
سألته بدهشة 
أجوم ليه يا بوي
هدر عليها يدعي الحزم
جومي حضريلي العشا اخلصي يا بت.
اضطرت لتنهض مزعنة لتغمغم بغيظ وصوت خفيض 
هو العشا هيطير يعني ولا هي خلاص معدتك مش قادرة ع الصبر شوية صغيرين
امشي على طول وبطلي برطيم يا بت .
خلاص بطلنا.
هتفت
تم نسخ الرابط