وبها، متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الأول
المحتويات
سيبتك زي المرة اللي فاتت انا بس اتخقنت من القنعرة التركي روحت سيبتها وجيت ع الفندق في الجناح بتاعي ونمت فيه.
وروقت نفسك.
قالها كارم بفراسته المعتادة وضحك الاخر مرددا
وروقت نفسي يا سيدي ما انت عارفني مطيقش النكد.
هتف كارم من الجهة الأخرى
يا حبيبي طب شد حيلك وتعالى بسرعة خلينا نشوف أمر المناقصة اللي كلمتك عنها امبارح عايزين نسبق.
انهى المكالمة ليلقي نظرة على سجل الاتصالات فوجد عدد من مكالمات أخيه ولم يجد واحدا من زو جته غمغم بالسباب وهو يتطلع لصورتها يخاطبها
ماشي يا بنت ال.... خلي القنعرة اللي رسماها عليا تنفعك ولا تفتكرى اني هعبرك اصلا بلا قرف.
على مكتبها الجديد وعلى الحاسوب المخصص لها كانت تراجع على الميزانية والخطط المعدة لبعض الأنشطة والمصروفات وعدة اشياء أخرى لا حصر لها لا تصدق انها سوف تنتهي منها في هذا اليوم وقد تركها بعد أن أعطى لها المهام وقد تركتها صديقتها مودة هي الأخرى ولا تعلم عنها شيء الآن في عملها الجديد.
إيه تعبتي
قالها شادي وهو يلج لداخل الغرفة بخطواته المسرعة كالعادة انتظرته حتى جلس على مكتبه لترد بحرج
مش لدرجة التعب يعني بس هي رقبتي حاجة مش مستاهلة يعني.
ضيق عينيه باستدراك فجأة ليسألها
هو انت بتتكلمي صعيدي ولا بحري يا صبا
بحري انا بتكلم بلغة البلد هنا .
بس انا سمعتك امبارح بتتكلمي مع رحمة وتاخدي وتدي معاها بالصعيدي بالظبط زي ما سمعنك قبل كدة بتتكلمي مع والدتك.
خجلت بشدة وخرج صوتها الهامس بتقطع تقول
لا ما انا... مش بتكلم صعيدي غير... مع الناس اللي اعرفهم واخد عليهم... هي بتيجي معايا كدة.
قالها لترفع عينيها إليه فتقابلت مع سوداوتيه وقد تجمد بالنظر إليها كالمسحور يجذبه كل شيء منها خجلها البراءة التي تشع منها الجمال الرباني وهذه العينان التي اختلط لونها ما بين الأخضر والبندقي ليزيد على هالتها انجذابا.
قالتها لينتبه إليها فقد بدا لها كالتمثال شعر بنفسه وتحمحم ليجيبها وهو يلقي نظرة سريعا في الملف الذي أمامه قبل ان يدون على شاشة الحاسوب بعض المعلومات به
الريسة بتاعة مودة ست راقية ومحترمة اطمني
طب كويس.
تمتمت بها قبل ان تجيب على هاتفها الذي دوى باتصال من والدتها
بدون إرادته توقف عما يفعله واسترق السمع لتلفظها
بلهجة الجنوب وطريقة نطقها بصوتها الرقيق في الحديث مع والدتها حمد ربه انها تخفيها للأقرباء فقط
حتى لا تزيد على سحرها بالصوت أيضا وهو لا ينفصه.
استغفر ليعود لعمله ولكنها أجفلته بقولها
ميعاد الإنصراف مش باقي عليه كتير كلها ساعة ولا ساعتين وتروحي بتسألي ليه
تبسمت تجيبه وهي تعود لحاسوبها
اصل طلع عندنا خطوبة فجأة كدة.
توقف ليلتفت لها ويسألها بحدة هاتفا
خطوبة مين
تعقد جبينها بدهشة من هيئته
خطوبة اخت شهد بنت صاحب ابويا وفي مقام بنته.
اومأ رأسه يتنهد بارتياح نسبي ليشيح رأسه عنها باضطراب اصابه لمجرد الفكرة وهو الأعلم باستحالة ما يتمناه إذن لما هذا العڈاب الذي يعيشه بقربها وهو يعلم بالنهاية المحتومة
تنهد من عمق ما يشعر به من يأس ليتمتم داخله ببؤس
صبرني يارب.
...
في الشارع الذي تزين بالأنوار المبهجة بڼصبة كبيرة وضع بداخلها عدد هائل لكراسي المدعوين وسماعات الدجي التى احتلت الأركان وبعض الزويا ثم الدجى نفسه بالقرب من منصة العرسان التي صممت بارتفاع لتصبح على مستوى نظر الجميع القت شهد نظر اخيرة ثم الټفت بانتباه نحو مساعدها تسأله
عبد الرحيم احنا نسينا البوفيه صحيح.
سمع منها المذكور ليستدرك ضاربا بكفه على جبهة رأسه قائلا
يا نهار ابيض دي فاتت علينا
زفرت متخصرة تردد بنزق
هي دي بس اللي فاتت علينا احنا كل شوية نفتكر حاجة جديدة كنا نسينها انا مش عارفة امتى اليوم دا يخلص بقى
اقترب عبد الرحيم يقول بضيق
ما هو دا الطبيعي يا ست شهد امور السربعة وكل حاجة تتم في يوم و ليلة دي هي السبب دا غير ان احنا كنا شغالين الصبح يعني كان لازم تأجلي الخطوبة ليوم اجازة إن شاالله حتى الجمعة .
ناظرته بامتعاض ثم الټفت تتنهد بتعب وعينيها ترتفع للسماء مغمغمة
ويعني انا كان بخاطري دا انا لو عليا الغيها دلوقتي ومن قبل ما تبتدي حتى بس اعمل إيه يالا بقى...
بتقولي حاجة يا ست شهد
هتف بها عبد الرحيم والټفت إليه تأمره بعملية
مبقولش حاجة المهم دلوقتى بقى عايزاك تتصل بعبيد اللي بيعمل شاي ومشروبات عندنا في الموقع وخليه يشوف حد لو يعرف وان كان هو يرضى يبقى يجيب عدته وانا هرضيه باللي يقول عليه.
تمام يا برنسيسة.
تفوه بها عبد الرحيم واستدرا مغادرا على دراجته البخارية يردد
انا هروحلوا بنفسي افهمه الوضع على الأرض عشان يعمل حسابه.
نظرت في أثره ثم الټفت بعدها إلى عمها مسعود ابو ليلة والذي كان يتحدث بحدة مع الرجل صاحب الفراشة ويجادله بحنكة ثمن الليلة
تتطالعه بنظرة ممتنة وابتسامة ببعض الارتياح فلولاه ولولا عبد الرحيم مساعدها ما كانت انتهت من نصف التجهيزات تعلم انها كفاءة لتقضي كل شيء وحدها ولكن المساعدة وخصوصا من المخلصين تسهل على الفرد الكثير وتقصر المسافات.
الټفت تتجه نحو منزلها لتلقي نظرة ايضا على المطبخ وما يعد فيه من طعام.
دلفت للمنزل الممتليء بنساء الجيران والأقارب تلقي التحية بعجالة لتجنب كلماتهم والتهنئة المغموسة بنظرات الشفقة والتلميحات الخبيثة عن وضعها كشقيقة كبرى تقوم بعمل الخطبة الشقيقتها الثانية في الترتيب بعدها.
الله ينور عليكم
قالتها بخطوات مسرعة وردت النساء بعدها كل واحدة بجملتها
الله ينور عليكي يا شهد.... عقبالك يا حبيتي لما نفرحلك... ربنا يتمم بخير يارب وتبقي الدور اللي بعده....
ضغطت لتتحمل التعليقات وما يتبعها من همهمات حتى وصلت إلى المطبخ لتجد نرجس زو جة أبيها وقد دبت فيها روح الحماس وتتنقل في المساحة الضيقة لتساعد زبيدة زو جة أبو ليلة والتي كانت واقفة على الموقد الغازي لإعداد أجمل الأصناف من ي دها ناكفتها شهد بقولها
ايوة بقى حبشي انتي في الأكل وسمعي بالروايح الحلوة في قلب الشارع وافضحينا.
ضحكت زبيدة تعقب على قولها
واڤضحك ليه بجى هو انت بخيلة يا بت
هتفت شهد بدفاعية
لا والله ما بخيلة انا بس جيوبي فاضية واخاڤ بقى لا الناس تهجم من الجيران ولا المدعوين ع الريحة اللي تهبل دي مع اهل العريس وساعتها تبقي وقعة وانا بس عايزاها تمشي الستر .
رددت خلفها زبيدة بتمني
ان شاء الله ربنا يسترها بس انتي متحمليش هم.
تدخلت نرجس تقول خلفها
وتحمل هم ليه دي كل حاجة جايبها بزيادة وخير ربنا كتير مع انها اساسا مكنتش محتاجة دا احنا أهل وقرايب في بعض.
اتجهت إليها شهد تخاطبها بوجه جامد وكلمات ذات مغزى
انا مقصرش في واجب عليا أبدا
متابعة القراءة