وبها، متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الأول
المحتويات
لا يعلمه اسبوع كامل مر من وقت ان حضر حفل خطبة شقيقتها مع والدته ولم يراها بعد ذلك وقد خفت أقدامها عن المجيء إلى الموقع بعد استقرار سير العمل يأتي يوميا تقريبا ولا يجدها فمساعدها هذا المدعو عبد الرحيم لا يقصر بشيء حتى حينما افتعل هو مشكلة بالأمس من أجل أن يراها قام هذا المتحذلق بالإتصال بها وحل الأمر سريعا لكن اليوم هو أصر على مجيئها. وقد وجد الثغرة التي مكنته من وقف سير العمل لتجبر على المجيء.
نعم يا بشمهندس إيه بقى اللي حاصل لكل الإشكال ده
قالتها تخرجه من شروده بعد ان اشتعلت رأسه بصورتها في حفل الخطبة التي ارقت لياليه الماضية فتحمحم يجلي حلقه ليخرج بجملة مفيدة
تنهدت بقوة تناجي الصبر من الله قبل ان تخاطبه بلهجة اخف من سابقتها
أسفة لو دخلت بعصبيتي من أولها بس اهو السلام عليكم يا بشمهندس.
كدة حاف!
غمغمها بداخله وقد تحرقت كفه لمصافحتها وملامسة كفها الرقيقة الناعمة استدرك سريعا يجلي رأسه من أفكاره المنحرفة... ليجيب بهدوء
أمر إيه بالظبط اللي يخليك توقفت العمال عن الشغل وتضيع يوم بحاله
سألته بلهاث وعصبية جعلته يتخلى قليلا عن بروده في إجابته نحوها
انا موقفتش تعنت ولا تعسف لا سمح الله... تعالي بنفسك وانتي تفهمي قصدي.
تحرك امامها وتبعته حتى توقف أمام جدار من المبنى الجديد ليشير بحد كفه عليه
صمتت تطالعه بتركيز لتتذكر الرسم الأصلي اين وضعته ولكنه كان جاهزا بنسخته ليتناول رسم مصغر على ورقة كبيرة ويفردها أمامها على الحائط ليشرح
تعالي حضرتك وشوفي بنفسك كدة.
اقتربت برأسها منه وهو ظل يشرح ويشير على النقاط الهامة قبل أن يتوقف مستدركا وقوفها بجواره ورأسها بهذا القرب منه كانت تتابع بتركيز جعلها تغفل عن نظراته وقد عادت إليه مشاعر الفستان النبيتي مرة أخرى.....
ست الحبايب يا حبيبه
يا اغلى من روحي ودمي
يا حنينة وكلك طيبة
يارب يخليك
أيوة يا أمي.
أجاب بها سريعا بعد ان ابتعد قليلا عن شهد التي كتمت ضحكتها بصعوبة وجاء رد مجيدة
همس بصوت خفيض بغيظ
يعني هعمل ايه بس بعد الرنة دي انتي برضو عملتي اللي في دماغك وغيرتيها انا شكلي بقى ژبالة قدام الناس.
ناس مين يا واد
قالتها مجيدة قبل أن يصلها صوت عبد الرحيم الذي كان ينادي
يا ست شهد ثواني عايزينك
سمعت مجيدة لتهتف بلهفة نحو ابنها
شهد يا حسن يعني بتشوفها اهو امال بتنكر ليه وتقول ما بتجيش الموقع
عض على قبضته يهمس برجاء
يا ماما بلاش كلامك ده ابوس إيدك مش ناقصة فضايح.
رددت خلفه بتوعد
فضايح يا حسن! طب اديهاني اسلم عليها.
تسلمي على مين يا ماما مينفعش.
مينفعش ليه ان شاء الله يا حبيبي من غير حلفان يا حسن هتديها التليفون دلوقتي عشان اكلمها لا ازعل منك.
لا طبعا مش هديها التليفون دا يستحيل يا ماما إنه يحصل
بعد عدة لحظات قليلة
انسة شهد ممكن لو سمحتي .
تفاجأت الاخيرة وهي مندمجة في الحديث مع مساعدها بمن يضع الهاتف في بيدها ناظرته بتساؤل ولكنه اشار لها نحو الهاتف يردد بمرح يدعيه حتى يخفي حرجه
ماما عايزة تكلمك اصلك وحشاها اوي شهد معاكي اهي يا ماما.
هتف بالاخيرة نحو الهاتف قبل ان يتحرك ويبتعد تاركا شهد لتجيب المرأة بدهشة
الووو...
الووو يا شهد ازيك يا حبيبتي انا طنت مجيدة يا قلبي عاملة ايه بقى
تبسمت تجيبها لبساطتها وعفويتها
حمد لله يا طنت ازيك انتي وازي صحتك
بداخل الفندق وبالتحديد بداخل الغرفة التي أصبحت تشاركه بها يعمل على حاسوبه مرة وبطرف عينيه يراقب تركيزها الشديد على احد الموضوعات التي أمرها بإكمالها منذ ساعة تقريبا ولم تنتهي منها بعد حتى أصبح يشفق عليها فخرج عن صمته يسألها
لدرجادي الحسبة صعبة عليكي
رفعت رأسها لتجيبه بتشتت
مش حكاية صعبة عليا بس انا حاسة الحسابات في في بعض الأقسام هنا مش مظبوطة أو مكررة مش عارفة....
مكررة ازاي يعني
ردد بها وهو ينهض عن مقعده بقلق حتى وصل إليها يسألها
فين بالظبط اللي مكرر
بسبابتها كانت تشير لها على بعض الأرقام التي على الشاشة بتركيز افقده عقله هذه المسافة القريبة منها لم يحسب حسابها قبل ذلك على الإطلاق انظاره تتنقل من الشاشة وإليها مرة على الأرقام ومرة على الجمال الذي يقارب الكمال حتى انتفض فجأة يتمتم بالاستغفار كعادته حتى جعلها تشعر بالإستياء ككل مرة بفهم خاطيء دائما له فقالت بدفاعية
على فكرة حضرتك لو شايفني غلطانة انا ممكن اخلص الحسبة واريحك.
سألها بلهجة لينة
ومين قالك بقى إني شايفك غلطانة
شعرت بالحرج تجيبه بارتباك وعينيها لا تجرؤ على مواجهته
ممش عارفة بس حسيت كدة!
تبسم بزاوية فمه يتابع عبوس وجهها المختلط بحمرة الخجل الطبيعي منها فتجعلها شهية كقطعة الحلوى وتزداد سحرا على سحرها ويزداد هو بؤسا.
تنهد بثقل وهو يبتعد ليجلس على مكتبه ليخاطبها بجدية
انا فهمت وجهة نظرك يا صبا بس للأسف أنا مش فاضي دلوقتي عشان اتأكد بنفسي عندي اجتماع بعد نص ساعة تقريبا وطبعا مش هينفع تستنى لبكرة....
ناظرته بعدم فهم وهو يطرق بأطراف اصابعه على سطح المكتب بتفكير قبل أن تنتبه إليه قائلة
طب ما اروح انا واجمع البيانات بنفسي....
احتدت عيناه فجأة يود الرفض بشدة رغم ان هذا من صميم عملها ولكنه لا يريد لها الخروج وتوسيع دائرة محيطها في الفندق الصخم والذي هو بمثابة دنيا أخرى يخشى عليها من كل شيء به فهو بالكاد يتقبل عملها به رغم أنها تحت عينيه.
لو مش موافق اكيد براحتك.
قالتها بيأس حينما طال صمته ليجيبها اخيرا مضطر
ماشي يا صبا انا هتصل بشيف المطبخ يستناكي ويقولك على كل حاجة محتاجها المطبخ من جديد عشان تدوينها ومدام ميري كمان ودي سهلة وممكن تعرفك بيها صاحبتك .
اشرق وجهها بابتسامة لم تستطع كبتها ليردف لها بحزم
بس خلي بالك تخلصي وتيجي بسرعة يا صبا عشان تنجزي باقي الشغل .
اومأت برأسها بتفهم ولكنه استطرد بقلق
يا ريت تسمعي كلامي ومتخلتطيش بأي حد صاحبتك لو فاضية تجي عندك هنا.
ناظرته بتساؤل واستغراب ولكنه لم يعطيها فرصة ليردف مجددا
سمعاني يا صبا وفاهمة كلامي.
رددت على الفور خلفه
سمعاك والله وفاهمة كمان .
سمعها وظل متسمرا بالنظر إليها يريد التراجع ولكنه استسلم في الاخير ليعود لعمله متنهدا بثقل يتمتم بالاستغفار مجددا
في
متابعة القراءة