وبها، متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الأول

موقع أيام نيوز

بخطواتها وطريقة سيرها احمرار وجنتيها التي ڤضحت خجلها منذ قليل رقتها المدفونة تحت خشونة الطبع الذي تدعيه زورا.
انتفض فجأة على دوي صوت الهاتف بجيب بنطاله بنغمة مخصصة لوالدته الحبيبة والتي اجابها على الفور بقلق
ايوة يا أمي في حاجة
جاءه صوتها الهاديء
لا اسم الله عليك يا حبيبي مفيش حاجة دا انا بتصل بس عشان اطمن عليك 
رد يجيبها باستغراب وهو يتحرك نحو الجزء الذي أتم بناءه العمال حديثا ليرى مطابقته للمواصفات والتصميم بالفعل أم لا
تطمني عليا وانا خارج من عندك في اقل من ساعة! في إيه يا ست الكل دي مش عوايدك!
دوى صوت ضحكتها على أسماعه قبل ان تقول بكذب مكشوف
خلاص يا سيدي انا بس لقيت نفسي فاضية وقولت اتصل الاغيك شوية فيها حاجة دي
لا يا ست الكل مفيهاش حاجة ارغي براحتك .
اتاها ترحيبه كإشارة مشجعة لتنطق
كدة طب قولي هو انت قاعد فين دلوقتي عند المقاول ابو كرش التخين ولا المقاول الست شهد اللي عاملة نفسها راجل
يا نهار اسود .
تمتم منتفضا وهو يلتفت نحو العمال القريبين منه بقلق يخشى ان يصل إليهم الصوت 
فقال هامسا بعد ان ابتعد عنهم بمسافة كافية
إيه اللي بتقوليه دا يا ماما انتي عايزة تشبكيني مع عمالها ورجالتها
يعني انت موجود هناك!
قالتها وجلجلت بضحكة رنانة في أذنه زادت من توتره قبل ان تقول بتسلية
طب أوصفلي شكلها بقى وهي لابسة إيه نفس اللبس الواسع برضو ولا غيرته
عض على قبضة يده بعد ان أعطى ظهره للعمال ليقول من تحت أسنانه.
يا ماما الكلام ده مينفعش انا محبش اركز مع حد من الأساس خصوصا لو ست وعلى فكرة بقى وعشان تريحي مخك هي اساسا مش موجودة عشان النهاردة عندها خطوبة وشبكة اختها. 
شبكة اختها !
تمتمت بها قبل أن تهتف باستدراك
مدام قالتلك يبقى اكيد عزمتك يا بشمهندس!... حلو اوي وقالتلك امتى بقى
ضړب بكفه على جبهته يغمغم بقلة حيلة
انا اللي استاهل انا اللي جيبته لنفسي يوم ما قولتلك يا مجيدة.
وكان الرد منها هو ضحكة مجلجلة أخرى وتصميم على معرفة كل شيء بحديث متواصل.
في بهو الفندق الضخم والذي كان يضج بحركة الرواد والمقيمين به والموظفين بواقع لحياة مستمرة ولا تتوقف كان هو واقفا بتحفز يتنقل بالنظر من الساعة إلى المدخل الزجاجي يزفر بتأفف وضيق لقد خرجت قبل أن يخرج هو وصل وأكمل لقرابة الساعة وهي لم تصل إذن ماذا حدث هكذا من اول يوم تاخير وقلق عليها ألا يكفي تقبله لحمل توظيفها للعمل في الفندق حتى يذوب قلبه من الخۏف الان لمسافة الطريق أيضا.
استغفر الله العظيم يارب
تمتم بها يمسح بأنامله على طرف فكه بتوتر يشل تفكيره.
توقف وارتفعت عينيه فجأة على دخولها بعد أن ولجت بصحبة الفتاة جارتهم والتي ذكرت إسمها إليه بالأمس تجمد بغيظ وتسمر محله يناظرهن بأعين غاضبة انتبهت عليها فور أن وقعت عينيها عليه لتقترب منه بخطوات مثقلة تردف التحية
صباح الخير .
صباح الخير يا أستاذ شادي.
رددت من خلفها مودة ولكنه لم ينتبه لها وخرج قوله بجمود نحو صبا
صباح النور إتأخرتي ليه
ارتكبت لتجيب مطرقة براسها باضطراب وصوتها الهامس الذي يزلزل كيانه في كل مرة
المواصلات ما انت عارف الفندق هنا بعيد عن المنطقة بتاعتنا واضطرينا ناخد كذا مواصلة.
تدخلت مودة هي الأخرى مرددة تفيقه
اه والله يا استاذ شادي كذا مواصلة.
الټفت انظاره نحو مودة بحدة أجفلتها قبل أن يتحمحم يخاطبهن بخشونة
طب خلاص ع العموم المشكلة دي هتتحل إن شاء بأتوبيس الفندق.
صحيح يا استاذ شادي يعني احنا كدة اتوظفنا
هتفت بها مودة بلهفة فقال يجيبها بامتعاض
قولي ان شاء الله وتعالوا ورايا عند المدير المسؤول
قالها وتحرك يسبقهن بخطواته الواسعة وهن خلفه يجاهدن للحاق به .
أمام المدير المسؤول الذي امسك بالملفات يتطلع بها وإلى الفتيات فتركزت أنظاره على صبا ليقول بإعجاب.
ما شاء الله يا صبا دا انتي تنفعي استقبال بقى..
قبل أن ترد سبقها الآخر بلهجة حازمة
انا قايل من الأول انها هتبقى معايا في قسم التموين يعني امضي يا حمدي من غير مناكفة.
اجفل الرجل من حدته حتى تعقد حاجبيه باستغراب قطعته مودة بقولها
خلاص يبقى وظفني أنا يا باشا في الاستقبال .
طالعها الرجل بنظرة مقيمة سريعة من منبت شعرها البني وحتى ملابسها المتواضعة على قدها الرشيق وقصر قامتها فبدا الرد جليا على ملامح وجهه الممتعضة وهو يقول لها
لا خلاص بقى انتي هتبقى في خدمة الغرف...
خدمة الغرف!
قالتها مودة پصدمة أصابت صبا ايضا ورد الرجل
يا اخونا دي شهادة متوسطة عايزنها تتوظف في إيه بس مش زي صبا تجارة انجلش دا غير انها.....
قطع باقي جملته وقد انتبه على النظرة الڼارية التي حدجه بها شادي والذي قال بعصبية ونفاد صبر
خلاص يا حمدي خلصنا بقى .
ارتبك يجيبه
حاضر خلاص والله بس اعرف الرأي الأخير للانسة هاي رسيتي على إيه
توجه بالاخيرة نحو مودة والتي ابتلعت خيبة أملها لترد بإحباط
خلاص موافقة ما انت قولت بنفسك مؤهل متوسط... 
سمع منها الرجل ليتمتم وهو يتناول القلم حتى يخط على قرار تعينهم 
تمام اوي يبقى كدة صبا هتروح مع شادي وانتي بقى هتروحي على غرفة الملابس وتلبسي اليونيفورم بتاعك على ما ابلغ انا الريسة بتاعتك واللي هتوجهك للعمل بتاعك.... وادي الإمضة.
في جناحه الخاص في الطابق الثاني من الفندق وقفت أمام المرأة بعد ان أنتهت من ارتداء ملابسها بقلم الحمرة كانت تزيد على شفت يها بمبالغة اعتادت عليها ثم استقامت لتعدل على الجيبة الضيقة والسترة المفتوحة لتغلق ازرارها حتى تقارب هيئتها ولو قليلا النظام السائد لعاملات الفندق شعرها العسلي بفعل الصبغة كانت تنثر في خصلاته الطويلة..
كل ده وانتي لسة مخلصتيش يا ميرنا
هتف بها عدي وهو خارج من حمام الجناح بالمئزر القطني الأبيض يجفف بالمنشفة على شعر رأسه المبلل والټفت له هي قائلة بلهفة وميوعة
الله يا باشا مش لازم برضوا اطلع كدة بهيئة تشرف ولا انت عايز الخوجات يقولوا إن بنات الفندق هنا سكة وأي كلام
ضحك بصوته العالي ليتناول فرشاة الشعر خاصته كي يمشط بها وهو يقول بمرح غامزا بعينيه
أكتر من كدة يا شيخة دا انتي مش عاتقة بريطاني ولا سويدي حتى بتجيبي الوقت والصحة منين بس
ردت بضحكة مائعة
العملة الصعبة العملة الصعبة تحيي النفس وتدي طاقة.. بس إيه بقى مفيش في القلب غيرك يا باشا.
مال برأسه إليها بابتسامة ساخرة ونظرة كاشفة يرد بلهجة حازمة
ماشي يا ميرنا نعديها دي اطلعي وشوفي شغلك انتي متأخرة يجي ساعة دلوقتي. 
استجابت لتتحرك سريعا نحو باب الغرفة وفور أن تمسكت بمقبض الباب القت إليه بقبلة على الهواء من فوق كفها المفرود ثم غادرت. 
واستدار هو ليتناول هاتفه كي يتصل بشريكه والذي لم يننظر كثيرا حتى أجابه
عدي باشا انتي فين يا عم مش باين من الصبح ضحك المذكور وهو يجلس على طرف التخت ليرد 
اطمن يا كارم مسافرتش ولا
تم نسخ الرابط