وبها، متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الثاني
المحتويات
وانتي صدقتيها مش يمكن تكون بتكدب
فكرت قليلا قبل أن تجيبه بصدق
مش عارفة بس بصراحة هي صعبت عليا لما بكت على حالها فلقيت نفسي بهاودها رغم اني رفضت اروح بيتها واتحججت پغضب ابويا لو غيبت لبعد المغرب بس هي سهلتها وجالت انها عزمانا في مطعم جريب من هنا.
صمت يطالعها بإعجاب متزايد لصراحتها في الرد لترتخي ملامحه في سؤاله لها بهدوء مع تركيزه في كل لفظ يخرج بلهجتها الجنوبية المحببة
أومأت بهز رأسها ليتابع بأمر
طب اكتبيلي اسم المطعم بالكامل وعنوانه وابقى اتصلي بيا اوصلك لو حسيتي انك مش مرتاحة او لقيتي أي حاجة معجبتكيش.
سرحتي في إيه يا صبا ما تقولي رأيك.
استفاقت على صوت ميرنا التي هتفت بها لتتحمحم قائلة باضطراب
لا عادي يعني مش لدرجة السرحان بس هو يعني... انتي كنتي عايزة رأيي في إيه
يا ستي بقولك كلمي صاحبتك اللي عملاها حكاية وفاكراني زعلانة عشان مجبتليش هدية زيك انا بقولها مش مهم وهي بتقول انها لازم تردها لما تقبض.
سمعت منها لتنقل بعينيها نحو الأخرى قائلة برقة
لو هامك قوي اشتري بعد ما تقبضي بس انا من رأيي ان الموضوع مش مستاهل انا سديت عنك وعني والأكيد يعني هو أن الجيات أكتر من الريحات ماشي يا ست مودة.
ماشي.
عقبت ميرنا ضاحكة
يا سلام كدة من مجرد كلمتين هو انتوا مين فيكم الصغيرة
ردت مودة بابتسامة
بصراحة انا فرق بيني وبين صبا أكتر من سنة تقريبا بس اعملها ايه بقى بتعرف تقنعني وعقلها اكبر مني بنت ابو ليلة بجد.
عمغمت بها ميرنا داخلها بحنق قبل أن ترتفع أنظارها لتجفل الفتيات بشهقة تدعي المفاجأة بقولها
يا نهار أبيض عدي باشا وهنا معانا في المطعم
التفتت صبا بانتباه لتجد المذكور يقف أمامها بالقرب منهم لا تدري متى جاء وكيف وصل إليهم لتهلل ميرنا باستقباله وهو يجيبها بعجرفته المعتادة
ردت مودة بلهفة وعدم تصديق
اصل النهاردة عيد ميلاد ميرنا واحنا بنحتفل معاها كدة ع الضيق.
اومأ برأسه ليلتفت نحو صبا التي أذهلت بحضوره وقال يخاطبها
عاملة ايه يا صبا
اومأت برأسها وهي ما زالت بجلستها ولم تنهض كالأخريات
الحمد لله كويسة.
قالت ميرنا
شكلك كدة متعود ع المطعم يا باشا ما تجبر بخاطري وتدوق من التورتة بتاعتي.
تمام يا ميرنا كل سنة وانتي طيبة.
وانت بألف صحة وسلامة يا باشا ربنا يجبر بخاطرك يارب.
كانت تهلل مدعية عدم التصديق متاجهلة صدمة صبا ومودة التي ظلت على وقفتها ببلاهة وقد نسيت الجلوس في حضرته ليخاطبها
اقعدي يا بنتي هتفضلي أنتي واقفة
هاا.
تفوهت بها بعدم تركيز قبل أن تجفلها صبا بقولها القوي
اقعدي يا مودة.
سمعت منها لتجلس على الفور وتتابع ميرنا التي كانت تتحدث بحماس
ما تستغربوش يا بنات عدي باشا مفيش اطيب منه دا أفضاله عليا من ساسي لراسي انا صحيح يدوب موظفة عنده بس هو عمره ما ردني في طلب ربنا يبارك فيه.
بلاش الكلام ده يا ميرنا.
قالها يدعي التواضع لتتابع الأخرى في المدح بصفاته حتى هتفت مودة بمبالغة تعقب
دا على كدة احنا كنا واخدين فكرة غلط عنه صدق اللي قال صحيح باشا ابن باشا.
بابتسامة خفيفة لم تصل لعينيه استجاب لها وقد بدأ ينتابه شعور بالضيق لعدم اندماج صبا معهم وهي تتململ بجلستها وانظارها متجهة نحو مخرج المطعم ويدها على حقيبتها وكأنها تنتظر الفرصة للإستئذان إلى هنا ولم يستطع الإحتمال أكثر من ذلك توجه لميرنا بنظرة فهمتها للتصرف سريعا
يا لهوي ياما الطقم.
هتفت بها مودة وقد تفاجأت بالبقعة الكبيرة التي توسطت الجيبة التي ترتديها في الأسفل لتزيد بتوسع جراء سقوط العصير عليها من الكوب الذي كانت تمسك به ميرنا رفيقتها والتي شهقت تكمل دورها
يا نهار أبيض انا اسفة يا مودة دا انا كنت بمسكه عشان اشرب منه معرفش ايه اللي خلاه سقط من إيدي.
سقط من إيدك يبقى ينزل على فستانك انتي مش فستانها هي.
خرجت من صبا بحدة أجفلت الأخرى لدرجة جعلتها تتعلثم في الرد قبل أن تسعفها مودة بسذاجة أذهلتها
مكنش قصدها يا صبا هي مسكته وهي سرحانة اساسا أكيد يعني مخدتش بالها.
همت لتقرعها لهذا الرد المستفز ولكن عدي سبقها
خلاص يا بنات روحو على حمام المطعم وصلحوه.
لا حمام ايه احنا ماشين اساسا.
قالتها صبا بحزم وهي تنهض وتلملم اشيائها پعنف لتضعهم في حقيبتها اليدوية قبل أن توقفها ميرنا
لا طبعا مينفعش الكلام ده انتي عايزة الناس تضحك عليها ولا ايه تعالي يا ميرنا معايا ع الحمام وانا هتصرف واخليه ينشف بسرعة .
قالتها وهي تسحب الأخرى سريعا وتتحرك بها وتصعق صبا بقولها
استنينا هنا مع عدي باشا وخلي بالك من حاجتنا واحنا مش هنعوق عليكي.
بأعين متوسعة تابعت عدوهن السريع ليختفين عن أنظارها في لمح البصر وهي متسمرة محلها بعدم استيعاب
هتفضلي واقفة كدة كتير مينفعش تجري وراهم واقعد انا ارعي حاجتهم هيبقى شكلي وحش اوي.
وانت ايه اللي مقعدك
ودت ان تبصقها بوجهه ولكن تمالكت لتمسك بزمام أمرها ثم تعود لمقعدها مرة أخرى بجمود ملحوظ جعله يسألها
مضايقة ولا متوترة يا صبا
لا مضايقة ولا متوترة انا بس مستعجلة عشان واعدة ابويا متأخرش عليه والوقت قرب ع المغربية
قالتها وهي ترفع طرف كمها لتشكف عن الساعة التي ترتديها وتلقي نظرة عليها ثم تنهدت بضيق تكتمه فقال عدي مع نظرة متمعنة بها وهذا ما كان يزيد عليها
قوليلي يا صبا انتي مستريحة في الشغل عندنا
نعم!
قالتها كسؤال ليرد بابتسامة
بسألك عن شغلك يمكن تفكي شوية لما تتكلمي انا عدي عزام يا صبا لو تاخدي بالك يعني مينفعش الموظفة عندي تنفخ وهي قاعدة قصادي في مطعم انا أملكه.
جحظت عينيها پصدمة ومقلتيها تحركت في الأجواء كرد فغل طبيعي ليستطرد بثقة
أيوة يا صبا يبقى ملكي وانا جاي هنا مخصوص بعد ما شوفتك مع البنات انا عايزك يا صبا.... أنا عايزك تشتغلي معايا.
الجيبة خلصت ولا لسة
هتفت مودة من داخل الغرفة الصغيرة بالحمام النسائي الكبير لتجيبها الأخرى بنزق وقد كان تركيزها منصبا نحو الطاولة التي تركتها لعدي كي ينفرد بهذه المحظوظة وتنحشر هي على مدخل الطرقة الفاصلة تصطدم بالنساء التي تدخل وتخرج من الحمام لتعطل هذه الغبية حتى وهي ممسكة بالجيبة وقد أتت بها الفتاة العاملة وجففتها منذ لحظات.
ما تتصلي ع البت الساعية بقى يا ميرنا أنا زهقت دا غير اني بدأت اقلق لتكون البت دي عملت فيها حاجة أو حرقتها كمان عشان تبقى وقعة.
صدر مرة أخرى الصوت المتذمر لتتجعد ملامح وجهها بسخرية مغمغمة
تعمل فيها حاجة! دا على أساس أنها محسوبة لبس اساسا
مصمصمت
متابعة القراءة