وبها متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الرابع
المحتويات
لتسرد أمامها كل ما حدث فكان رد كاميليا المباشر
يا نهار اسود يا رباب يا نهار اسود يا نهار اسود عملتيها ازاي دي معقول
ردت مطرقة رأسها بخزي وعينيها لا تجرؤ على النظر بخاصتي شقيقتها تقر بخطأها
عارفة اني غلطت وغلطي لا يغتفر كمان بس انا ساعتها كنت فاكرة اني بجيب حقي أو بمعنى أصح بنتقم لكرامتي.
كرامة إيه
تفوهت بها كاميليا وشعور بالعجز أمام هذه المعضلة يجعلها على وشك البكاء وهي تتابع
خرج صوتها بدفاع واهي
هي مظلومة وانا كرامتي راحت فين لما واحدة زي دي ترخص نفسها وتديلوا كل اللي هو عايزه منها قيمتي أنا ايه ما بينهم
اديكي قولتيها بنفسك ما بينهم...... كان يجب تواجهيه وهو ساعتها يختار ما بين الانغماس في خطيئته وما بينك مش تصوري وتسجلي وكمان تبتزيها.... قدرتي ازاي تعمليها دي ازاي يا رباب
بصوت ازداد ارتعاشه وإحساس اختلط ما بين الندم والقهر الذي كانت مكتوما داخلها ردت تجيبها
تابعت بصوت مس شغاف قلب شقيقتها
انا كنت وحيدة يا كاميليا وهو جبار مبيرحمش ڼار الخېانة كانت بتحرقني وانا واقفة مشلۏلة قدام سكوتي ومش عارفة اتصرف ازاي معاه فكرت كتير اظبطه متلبس بالخېانة لكن خۏفت خۏفت ليكسرني ويستغل ضعفي لو اتحديتوا وساعتها كان هيجبرني اعيش معاه بالقانون بتاعه انا عارفة كويس وشه التاني عشان كدة كنت بتجنبه قدر الإمكان.
قالتها كاميليا وزفرت تطرد دفعة كثيفة من الهواء المحبوس بصدرها تغمض عينيها بتعب ثم التفتت نحو شقيقتها التي كانت ټموت من الړعب أمامها. منكمشة على نفسها تخشى القادم المجهول رق قلبها لتسحبها إليها وتضمها بقوة مرددة
احنا معاكي وفي ضهرك مش هنسيبك أبدا انتي خلاص معدتيش لوحدك.
خرج صوتها برجاء تخاطبها
دمدمت كاميليا بجدية
في كل الحالات احنا لازم ناخد حرصنا مينفعش ابدا نسيب حاجة للظروف.
استلت نفسها منها لتسألها بتوجس
يعني ايه
تطعلت لها بقوة تجيبها
في كل الحالات جوزك هيعرف ف انا من رأي انها تيجي منك أحسن.
جحظت عينيها وانسحبت الډماء من وجهها لتردد بړعب وعدم تصديق
ردت بابتسامة جانبية تخلو من أي مرح
للأسف أنتي معندكيش اختيار تاني.
حمد الله ع السلامة يا أبو ليلة.
قالتها زبيدة بلهفة اصابت صدرها بنهاج خفيف وهي تستقبله من مدخل المنزل كطفلة صغيرة لا تعرف المكر في إخفاء مشاعرها ليتلقفها هو بقبلة على أعلى رأسها بعد أن ضمتها ذراعه القوية بابتسامة مشرقة لرؤيا مهجة قلبه مرددا
يسلمك ويحفظك ليا يا غالية.
تدخلت صبا بسماجة تقصدها وقد حضرت المشهد من أوله
طب افتكروا طيب ان انتوا جاعدين في الصالة ومعاكم انسة كعذراء الربيع واجفة تتفرج ومستنية دورها.
ضحكت لها زبيدة بخجل تنحي بوجهها للناحية الأخرى لتجعل زوجها يتقدم بغيظ نحو ابنته
كسفتيها يا بت الفرطوس وانتي يعني محتاجة عزومة عشان تستجبليني.
لا ما انا لازم اخد فرصتي كاملة ومحدش يشاركني فيك.
قالتها صبا وهي تلقي بنفسها عليه وتلف ذراعيها حول عنقه تتلعق به كالعلقة متابعة
وحشتني يا ابو ليلة يا حبيبي.
حاول فك ذراعيها عنه مرددا بحنق يدعيه
يا بوي ع التناحة خفي يدك عني يا بت هتخنجيني.
ضحكت بدلال لتقبله فوق وجنته باستمرار في غيظه
انا أكتر واحدة بحبك يا بوي مش أي حد تاني.
وه .
تفوه بها أبو ليلة وعينيه انتقلت نحو زوجته التي كانت تخفي بيدها ابتسامتها وقد وصلها ما ترمي إليه ابنتها ليشاركها الضحك غامزا
البت دي مش معدلة ونيتها مش صافية يا زبيدة.
خرج صوتها بصعوبة لتندمج في مزاحهم
إهي بتك وانت حر فيها عاد.
اه والله عندك حج أنا بجول اخلص منها واجوزها كدة كدة ربنا مسهلها وشكلنا كدة هنفرح بيها جريب.
قالها ابو ليلة وقد نزل بعينيه نحو ابنته التي انتبهت على هذا التغير في نبرته لتستل عنه باضطراب تشعر أن به شيئا ما وتأكدت من نيته مع قوله التالي
المرة دي ملكيش حجة العريس كامل ومكمل لا هو ساكن في البلد ولا هو واد عم من نفس البطن.
على كرسيه الذي كان يلتف به يمينا ويسارا كالأرجوحة بعقل شارد في هذه القضية الغريبة وهذه الفتاة التي تثير بداخله الشفقة نحوها رغم غضبه منها وتحميلها مسؤلية كل ما حدث وما تسببت به لنفسها ولكن لا يتمنى لها العقاپ پضياع مستقبلها خصوصا وقد رأى بنفسه المستوى المتدني الذي تعيش به ومعاشرتها لإمرأة كجدتها نفس الإحساس الذي يجعل فتاة كصبا تتمسك بمساعدتها رغم علمها الأكيد بعيوبها ولكن لما يونبئه حدسه ان هذا الموضوع يدور حول الاخيرة بصفة أو بأخرى
زفر يخرج كتلة من الهواء ليجلي عقله قليلا من أفكاره وتناول هاتفه من فوق سطح المكتب حتى يجري اتصالا قد يغير من مزاجه ولو قليلا
وصله الصوت الناعم الحاد.
الوو يا حضرة الظابط.
الوو يا لينا عاملة ايه
قالها بابتسامة اتسعت حينما سمع تذمرها
الحمد لله يا سيدي انا كويسة وبمارس حياتي عادي بس دا مينمعش اني مدايقة طبعا عشان الحاجة اللي غايبة مني.
رد بتسلية لا تخلو من المكر
قصدك يعني ع القلب اللي ضاع في عربيتي يا لينا مكنتش اعرف انه غالي اوي عندك كدة دا شكله له ذكرى جميلة معاكي.
ردت بعفوية وقد غاب عقلها عن مقصده
ذكرى ايه هو انت فاكرني واخداه هدية دا انا جايباه من كدي وشقايا ايام ما كنت بشتغل وبدرس في نفس الوقت ايام الجامعة.
طب براحة شوية يا ستي هو احنا هنتخانق دا بس مجرد سؤال يعني.
قالها مشاكسا ولم يرى الإبتسامة الجميلة التي لاحت على محياها وهي ترد ببعض اللطف
لا يا سيدي مش خناقة ولا حاجة وانا كمان كنت برد عادي يعني لكن انت بقى بتاخد كل حاجة على انها خناق.
أيوة بقى.
تمتمتم بها داخله وقد اعجبه ردها يشعر ببدء استجابة او تغير من ناحيتها نحوه ورد ضاحكا
ما هو برضوا لازم تعذريني يا لينا هو انتي ناسية تاريخنا من أول مقابلة كان ازاي
وصله ردها بنعومة كادت ان تذهب بعقله
لا طبعا مش ناسية وانسى ازاي يعني...
توقفت برهة وكأنها لا تريد الإنزالاق أكثر من ذلك في هذا الحديث الخاص بينها وبينه لتردف بتذكر
المهم بس حاول تشوف ولا تدور من تاني ع القلب ممكن يا حضرة الظابط
لم يجيبها على الفور بل انتظر لحظات من الترقب بابتسامة شملت كل ملامحه ليرد اخيرا بخبث
من عيوني الاتنين يا لينا هحاول بقى الاقي وقت
متابعة القراءة