وبها متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الرابع
المحتويات
كانت تعمل وعينيها تتجه نحوه كل دقيقة صامتا بوجوم بتركيز شديد على حاسوبه او الملفات الورقية التي امامه على سطح المكتب كأنه لا يراها حتى ان تطوعت وسألته يجيبها باقتضاب بدون أن يكلف نفسه حتى بالنظر إليها لا ترى منه هذا الإهتمام الذي كانت تلتمسته على أقل شيء تدخله الدائم في أي امر يشغلها بحمائية منه تتقبلها منه بترحاب لا تعلم سببه ترى ما الذي غيره نحوها
لم تشعر انها اردفت بالأسم بصوت واضح سوى بعد ان الټفت إليها سائلا
انتي بتكلميني يا صبا
نفت بهز رأسها
لا لا دا انا افتكرت حاجة كدة .
اومأ ليعود لعمله وكأن شيئا لم يكن وتعود هي لأحباطها قبل ان يلتفت الإثنان على اقټحام إحدى العاملات بالفندق تنادي بإسمها
انسة صبا.
نعم.
قالتها كسؤال وجاء رد المرأة
مستر عدي رئيس الفندق عايزك.
بقولك مستر عدي مستنيكي في مكتبه عن اذنك.
قالتها المرأة وخرجت تتركها في تخبطها وقد أجفلتها بهذا الأمر المستفز أمام شادي رئيسها والذي ادعى انشغاله دون أن يهتم بسؤالها حتى لتبتلع ريقها باضطراب ثم تنهض صاغرة تردف بالإذن قبل ان تذهب
انا هروح اشوف المدير عايز ايه عن اذنك يا مستر.
قالها ويده تدون بالقلم سريعا على احد الملفات بارتباك شديد تحركت تجبر اقدامها لتنهي هذا الأمر الثقيل مقررة عدم تكرار خطئها والتدخل في هذه الشئون مرة أخرى.
وظل الاخر على وضعه حتى إذا اختفت من الغرفة خرج عن شعوره ليدفع القلم بطول ذراعه ثم يضرب بكف يده على سطح المكتب بقوة جعلت معظم الاروق تسقط على الأرض زافرا بخشونة وحريق قد شب بصدره لا يعلم كيف له أن يطفئه
انت متأكد من الكلام دا يا عصام
يا فندم ما انت عارف انا مش بجيب حاجة من دماغي دي كلها تحريات وشهادة شهود اولهم اخو الضحېة دا غير الكاميرات وهروب الست المتهمة والراجل الحارس كلها دلائل مثبتة.
باضطراب غير عادي مرر كفه على أطراف فكه بتفكير عميق عقله لا يستوعب ان يحدث هذا الشيء مع فرد من عائلته الكريمة خصوصا هذا الشق المتعجرف بها فرع الأغنياء والمناصب الهامة لا بل وأهمهم على الإطلاق كارم رجل الأعمال ابن اللواء حمدي فخر والأكثر من هذا هو ان الأمر يخص زوجته اول فتاة أحبها وأول من جرحته في كرامته بعد أن استهانت به وكأنه لا يستحق حتى النظر إليه هذا الأمر الذي جعله يظل لفترة طويلة من الوقت صارفا النظر عن النساء والزواج عامة الأمر الذي ذهب بظن والدته وشقيقه ان عقدته كان بحبها ولم يصل إليهم ان الچرح كان في كرامته عزة نفسه التي منعته حتى بشرح وجهة نظره لهم كاتما ما يألمه داخل صدره حتى لا يزيد عليهم.
قالها عصام ليقتلعه من افكاره البائسة فرد ممازحا
يعني وما اسرح يا سيدي براحتي هو انت مراتي وهتشك فيا
ضحك الاخير قائلا بأدبه المعتاد
لا يا باشا طبعا وانا اقدر تحب نكمل اللي علينا .
اعترض ينهض عن مكتبه منهيا الجلسة بقوله
لا بقى خليها وقت تاني انا معايا مشوار مهم .
مشوار ايه
تسائل عصام قبل أن يفاجأ برئيسه الذي هتف على احد الرجال العاملين معهم
عسكري مدبولي تعالي هنا بسرعة.
دخل الرجل على الفور يؤدي التحية العسكرية قبل ان يأمره أمين
روح ع الحجز وهاتلي السجينة اللي اسمها مودة وجهز نفسك عشان انت رايح معانا مشوار.
......
وصلت إلى مقر المصلحة على حسب الميعاد المتفق عليه وقد كان ينتظرها من خلف شرفة الحجرة التي يعمل بها حتى إذا رأى خيال السيارة المتواضعة تحرك سريعا ليتلقفها من قبل حتى أن تصل للبناية
اخيرا وصلتي يا شهد
كتمت شهقة كادت أن تصدر منها وقد أجفلها بفعلته لترد بعتب
اخص عليك يا حسن طب قول صباح الخير الأول.
تبسم بمكر ليتناول يدها ويسحبها بخطواته السريعة لداخل الردهة الواسعة
هنسلم ونصبح بعدين براحتنا المهم بقى جهزتي كل الأوراق اللي قولتلك عليها
قالت بحالة من القلق تكتنفها نتيجة لهذه المغامرة التي على وشك الإقدام عليها
ايوة يا سيدي جهزتها زي ما قولت بس انا خاېفة لتطلع حاجة اكبر من مقدرتي وانت عارف اللي فيها.
وصل بها إلى المصعد ثم ضعط على زر الأحمر ينتظر هبوطه وقال يطمئنها
يا بنتي بقولك متقلقيش دا مشروع صغير انا عارف التكلفة وعارف كل حاجة فيه عايزه يبقى بداية ليكي في الشغل الصح مش انتي عايزة تكبري شغلك برضوا
رددت بقلب تسارعت دقاته وقد ذكرها بأجمل أحلامها
اه يا حسن دا كان حلم ابويا قبل الزمن ما ېغدر بيه ويروح عند ربنا من غير ما يحققه.
انفتح الباب الأليكتروني ليجعلها تدلف أولا قبل أن يلحق بها ليضغط على زر الطابق المنشود ثم قال بحماس
حلم الوالد هتحققيه انتي وانا واثق من كدة.
أممت من خلفه
يارب يا حسن يا رب يسمع منك ويخليك ليا.
ضغط على كفها بابتسامة عذبة تاراقص بها كل مشاعر العشق نحوها ثم ما لبث أن يسألها بتذكر
مقولتيش صح اختك امنية سربتيها فين
ردت بابتسامة خبيثة
اخص عليك يا حسن متقولش كدة اختي دي بتشيل المسؤلية بدالي النهاردة.
ملتصقة بأحد الحوائط القريبة من الموقع الذي يدور بحركة العمل دون توقف لتستظل بالجزء البسيط المتبقي بظله من أشعة الشمس التي توغلت على كل المساحة الفضاء من حولها لټلعن هذا الجنون وعقلها الأحمق في اتباع وتنفيذ اوامر من يملك فؤادها
أيوة يا ابراهيم انا معدتش مستحملة وعايزة امشي بقى.
هتفت بها بعد رده عن الاتصال اخيرا فوصل إليها قوله پحده
تمشي فين يا بت الهبلة هو ايه اللي حاصل
ردت بنبرة توشك على البكاء
الست المحروسة بدل ما تاخدني ع المكتب لما أصريت اروح واشتغل معاها خدتني ع الموقع اللي شغالين فين رجالتها قال ايه عشان افهم الشغل كله على بعضه الدنيا صحرا والشمس سخنة اوي انا قولت عايزة اروح لكن الزفت عبد الرحيم بيقول لازم انتظر مندوب الشركة عن المشروع كله عشان احل محل اختي في مقابلته قال واخد منه التعليمات الجديدة انا تعبت أوي يا ابراهيم حاسة نفسي هقع ولا يغمى عليا اه .
صړخ بها من جهته بحزم
ما تجمدي يا بت وبطلي مياعة الساعة تسعة دلوقتي يعني ملحقتيش تكملي ساعة حتى.
تابعت بتذمر وسخط
وهي الساعة دي هينة الدنيا هنا صحرا والشمس من ستة الصبح مبهدلة الدنيا الجو حر ھموت انا في الوقت ده اساسا بكون نايمة.
يا بت ال......
قطع يمنع سبة وقحة كانت على وشك الأفلات من فمه
متابعة القراءة