وبها متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الرابع

موقع أيام نيوز

انا عارف كل حاجة يا نور. 
فاجأها بالقول لتبتعد برأسها عنه تسأله بعدم تصديق
عارف ايه بالظبط انا مش فاهمة.
رد بثبات وعينيه تأسر خاصتيها
عارف بمعاناتك في جوازك الأول مع كمال عز الدين ومحاولاتك في اسقاط كل جنين كنتي بتحملي بيه منه ودا مش من النهاردة لا دا من قبل ما اتجوزك تحديدا في الخطوبة. 
يعني انت عارف بكل ده من زمان ومخبي عليا....
قالتها بأنفعال وقد أظلم وجهها بالڠضب همت لتنهض ولكنها شدد عليها بذراعيه متابعا بحزم
اسمعي ومتفهميش غلط يا نور انا الموضوع ده عرفت بيه من طليقك نفسه كان قابلني صدفة في حفلة فنية واتعصب عليا يهرتل بكلام عن انك جاحدة واني واخد فيكي مقلب جامد واني مانخدعش بصورتك الحلوة واقع في نفس الفخ اللي وقع فيه وذكر حكاية الحمل بالاطفال وانك كنتي بتسقطيهم من غير علمه عشان كل اللي هامك الفلوس.....
همت لتتكلم ولكنه أوقفها بوضع السبابة على فمها مستطردا
وعمري ما اتأثرت ولا صدقت اي كلمة من كلامه بل بالعكس انا سألت كويس وعرفت من والدتك الله يرحمها عن معاناتك معاه واللي كان بيعملوا وياكي بس طبعا احترمت رغبتك في انك تخبي حاجة زي دي عني مع اني كنت بمۏت وانا نفسي اسمع منك عن اللي كان بيتعبك كنت عايزك تفتحيلي قلبك يا نور.
تأثرت بكرمه البالغ حتى ترقرقت عينيها بالدموع وصدر صوتها ببحة باكية
انا بحبك أوي يا مصطفى. 
قالتها لتضمه بقوة إليها فاستجاب يبادلها عناقا أقوى.
عاد إلى المنزل يجر أقدامه جرا من التعب بعد قضائه اليوم بأكمله في التحقيق والملاحقات الخاصة بهذه القضية الهامة والتي تمس جزءا هاما من عائلته حتى لو كان هذا الجزء يتعالى حتى عن النصيحة. 
القي التحية برفع كفه نحو والدته التي كانت تنقي الأرز في جلستها على مائدة السفرة الفارغة واضعة النظارة الطبية على عينيها
مساء الفل .
مساء الخير. 
قالتها ثم انتظرت برهة حتى جلس على الكرسي المقابل لها فتابعت سائلة
كل ده تأخير يا أمين اليوم كله في الشغل يا بني
زفر يجيبها بإجهاد شديد
أه والله يا ماما هو كان يوم صعب جدا انا مش قادر ارفع عيوني وعايز احط راسي على المخدة وانام على طول بس كمان جعان والله هو انتي لسة معملتيش أكل يا مجيدة
لا يا حبيبي الأكل جاهز الرز ده لعزومة بكرة 
عزومة ايه
تسائل بها قبل أن يأتيه الجواب مع خروج شقيقه من غرفته يهتف بمرح
زوجتي العزيزة يا عسل هتشرف بكرة مع عيلتها على الغدا 
عقب أمين بادعاء التذمر رغم ابتهاجه للفرح الذي يشرق بوجه أخيه
كدة على طول بقت زوجتك تكتب كتابك عليها امبارح وتاني يوم تعزمها ع الغدا هو انت معندكش دم يا عم انت هنكفيك مصاريف من فين
تدخلت مجيدة قائلة بدعم
يا خويا خليه يصرف ويدلع مراته شالله ما حد حوش.
حبيبتي يا مجيدة 
هتفت بها حسن يقبل رأس والدته قبل ان يجلس ويرافقهم على الطاولة. 
ضحك شقيقه بصمت فقد كانت طاقته على المناكفة على وشك النفاذ قبل أن تباغته والدته بالباقي من أخبارها السارة
دا احنا كمان عازمين أنيسة وبنتها لينا.
فجأة تجددت به الحيوية ليرد پغضب مصطنع
والست لينا تعزميها ليه بقى كانت اخت العروسة ولا من قرايبها
رد حسن بالنيابة عن والدته
يا بني احنا عازمين انيسة عشان غرض مخصوص وهو الحلويات اللي بتعملها ولا انت مبتحبش حلوياتها
ادعى الامتعاض في رده على السؤال
لا طبعا بحبها دي استاذة حلويات يا بني خلاص يا أمي أنا موافق عشان حلويات الست انيسة والبت لينا تيجي معاها زي بعضه
رددت مجيدة خلفه ساخرة وهي تنهض عن مقعدها بجوارهما
زي بعضه كمان يا خويا كتر خيرك.
اضاف حسن هو ايضا
انت كريم اوي يا أمين
اندمج يستجيب لمزاحهم قائلا
اهو بقى عشان ما تقولوش عليا وحش ولا متعندها
لا اطمن مش هنقول 
قالها حسن وانطلقت ضحكاتهما الاثنين .
في اليوم التالي.
دلفت صبا في موعدها الاعتيادي في هذا الوقت من الصباح لممارسة عملها بداخل الفندق تسير بطبيعتها المستقيمة لا تلتفت إلى النظرات او الهمسات من حولها لكنها اليوم تشعر انها مختلفة عن كل يوم وهذا ليس الآن فقط بل هو منذ خروجها من باب المبنى الذي تقطن به لفتتات غريبة من بعض الشباب في الحارة كالتفوه بتعليقات لم تفهمها حتى في استقلال الحافلة لاحظت بعض الهمزات واللمزات ولكنها تجاهلت مخمنة ألا تكون المقصودة لتأتي الان بداخل الفندق لتجد نفس الشيء بل أكثر جميع الرؤوس تلتف نحوها مجموعات او أفراد في نفس الإتجاه أو عكسه موظفين او نزلاء ونظرات متفحصة بشعور غير مريح جعلها توقف أول فتاة من عمال النظافة وجدتها بالردهة المؤدية الى قسمها
استني يا مريم ثواني هنا.
انتظرتها الفتاة حتى اقتربت لتخاطبها بلهفة
آنسة صبا ازيك عاملة ايه هي مودة مجاتش معاكي النهاردة برضوا
لا بصراحة مجتش
ردت تجيبها بعجالة قبل تتابع بالسؤال بكلمات غير مترابطة
معلش يعني اا.... بصي بصراحة اصل انا ملاحظة حاجة كدة بتحصل معايا من الصبح.... حاسة الناس كدة بتبصلي وو... هو انا فيا حاجة غلط النهاردة في لبسي ولا حجابي..
ردت مريم بعفوية وكأنها تخبرها عن أخبار الطقس
لا انتي لبسك حلو وزي القمر كعادتك بس هو في كلام طالع عليكي من امبارح عشية .
سألتها بقلب وقع بين قدميها
كلام ايه اللي طالع عليا يا مريم
رفعت لها الفتاة هاتفها لتوضح لها بالصورة
هو مش كلام هو خبر كدة منتشر وبينزل بوستات عليه وبقى ترند عن جوازك بعدي باشا ولا خطوبتك باين مش عارفة شوفي كدة.
بأيد مرتعشة تمعنت بالشاشة تقرأ الكلام المدون أعلى الصورة الملتقطة لها مع هذا الشيطان بمطعمه وتخمين بخبث عن علاقة رجل الأعمال العظيم بالفتاة التي سړقت عقله وجعلته ينسى زوجته والأولاد بسعيه خلفها وسؤال يطرح عن قرب زواجهم أم هي نزوة جديدة.
خرجت من المنزل بعد اتصاله لتجده ينتظرها بداخل السيارة وبدون حراسه الشخصين تلقف طفله الذي سبقها ليرفعه إليه ويقبله
حبيب بابي يا قلبي انت وحشني وحشني وحشني. 
هو بس
قالتها فور أن وصلت إليه قربها بذراعه الاخر ليقبلها على وجنتيها مرددا
لا طبعا مامته أكتر.
انتفضت لتبتعد عنه بحرج معترضة
احنا في الشارع يا كارم خلي بالك .
اقترب برأسه منها هامسا حتى لا يسمع الطفل
اعملك ايه طيب ما انا هتجنن في بعدك.
استجابت بابتسامة يزينها الدلال جعلته يزوم بحنق اثار ضحكتها قبل أن تتوقف مرة واحدة حينما تفاجأت به يفتح باب السيارة الخلفي ويضع به الطفل ثم يثبت عليه بحزام الأمان فسألته پخوف انتابها على الفور
انت بتعمل ايه هتاخد عمار يا كارم
التف إليها بضحكة مطمئنة قائلا
ايه يا مچنونة هو انتي بتكلمي حد غريب دا انا باباه ثم انتي أساسا رايحة معانا .
ارتدت للخلف تقول برفض
اروح معاك فين هو احنا مش متفقين اني لسة مفيش مرواح لحد اما تهدى اعصابي
لوح بكفه إليها يخاطبها بلهجة هادئة
براحة شوية يا رباب انا بس
تم نسخ الرابط