مزيج العشق بقلم نورهان محسن
المحتويات
بفيلا عمر البارون
ارسل ادهم رسالة الي كارمن بتحديد المكان والموعد، فكان بالقرب من منزلها.
نهضت لتأخذ حمامًا دافئ يريح عضلاتها المتشنجه من التوتر.
و لم تضع اي ميكاب، ولبست حذائها، واخذت هاتفها ومفاتيحها، وهي تغادر الغرفه.
نزلت كارمن السلالم بهدوء، وهي تسمع ضحكات ابنتها من الصاله.
كارمن بهدوء: ماما انا هخرج.
مريم بتساءل: رايحة فين !!
تنحنحت كارمن قائلة بإحراج: كلمت ادهم.. وهقابلو بالمطعم اللي جنب الفيلا.. مش هتأخر
كارمن بإبتسامة صغيرة: تمام يا مريومة.. سلام
ارسلت قبلة لها في الهواء، وهي تغادر المنزل
في مطعم فاخر علي النيل
هي لا تعرف لماذا تشعر برهبة في وجوده؟
ادهم بصوت رجولى جذاب: مساء الخير
رفعت رأسها تنظر اليه يقف امامها بشموخه الذي يليق به.
كارمن بخفوت: مساء النور
مدّ يده لمصافحتها، نظرت إلى يديه الممدودتين وصافحته للحظة شعرت بالكهرباء من ملمس يده القاسېة، كانت هذه هي المرة الأولى التي يمسك فيها بيدها، لكنها تجاهلت هذا الشعور.
سحبت كارمن يديها في توتر واضح وأجابت: الحمدلله.. وانت اخبارك ايه !
ادهم بهدوء: الحمدلله.
صمتت كارمن لبرهة، وهي تنظر الي يديها الموضوعه علي المنضدة، لا تعرف كيف ستبدأ الحديث.
أما بالنسبة له، فقد نظر إليها بتمعن لأول مرة دون أن يشعر أن هذه خي،ـانة لأخيه.
شعر أدهم بتوترها هذا، وبدأ في الكلام قائلا بتشجيع: كنتي عاوزة تقوليلي حاجة ؟
كارمن بنبرة رقيقة مشوبة بالإرتباك: ايوه فعلا.. بس مش عارفه ابدأ ازاي ؟
تمتم أدهم بهدوء: الموضوع يخص الوصية !
قالت كارمن بإندفاع: اه بالظبط
لاحت علي وجه ادهم ابتسامه طفيفه وسأل بلباقة: تحبي تشربي حاجة الاول ؟
أشاحت كارمن ببصرها عنهُ وردت بعفوية: شاي بلبن
اتسعت ابتسامته مستفسرًا: اشمعنا شاي بلبن ! دا ميعاد غداء !!
رمشت كارمن عدة مرات ثم همست بإحراج: انا اسفه لو اخرتك علي غداك
ضحك ادهم بخفوت وهو يضع قدم فوق الأخرى، ثم تكلم بنبرة عذبة: اتكلمي الاول وبعدين نطلب الغداء لينا
تمتمت كارمن بعد أن بدأت تسترخي قليلا: تمام
استأنفت الحديث بتنهيدة حزينه: انا كنت عايزة اقولك اني فكرت في بنود الوصية.. انا ممكن اعمل اي حاجة عشان بنتي.. واكيد عمر الله يرحمه.. كان بيفكر فيها قبل اي حاجة وهو بيكتب وصيته.. عشان كدا اختارك انت الاب اللي هيخاف عليها زيه بالظبط.. وانا بقت اهم حاجة عندي هي ملك مش بقي فارقه عندي نفسي.
كان ادهم يتابع حديثها بعيون ثاقبة وتركيز شديد.
اما هي اخذت نفسا طويلا، وهي تفرك يديها بتوتر،
وواصلت حديثها بخجل: انا موافقه علي الجواز.. بس لو سمحت انا ليا طلبات.
كانت مازالت تنظر الي يديها ولا تستطيع النظر اليه من احراجها وترددها
اجاب ادهم بترقب: وايه هي طلباتك؟
كارمن بنبرة خافته: انا عاوزة يبقي جوازنا علي الورق وبس.
زم شفتيه بإنزعاج من طلبها هذا مع انه كان يتوقعه
، لكنه اجاب ببرود عكس مايشعر به من ڠضب: تمام
رفعت نظرها اليه وقالت بتعجب: يعني انت موافق !!
تاه في زرقاوتيها التي تنظر اليه ببراءة واضحة، ولكنه تماسك يجاوبها بنفس البرود ممزوج بالكبرياء: انا مش هفرض نفسي عليكي.. ولا هقرب منك غير لو انتي عايزة كدا.
كارمن بإحراج: شكرا.
ادهم بذكاء: ايه هي باقي طلباتك؟
تنفست كارمن بعمق وهى تشعر بثقة أكبر فى نفسها لتقول على الفور: يكون ليا اوضة لوحدي !
رد ادهم وهو يحاول تمالك نفسه، قابضًا علي كفه فوق الطاولة: مش ملاحظة ان كدا كتير !!
اهتزت مقلتيها لكنها حافظت على ثبات نبرتها الهادئة: مستحيل تكون متوقع مني اني اتقبل الوضع بسهولة؟
حرك أدهم رأسه بنفاذ صبر، وقال بنبرة قوية: ماشي يا كارمن.. بس هتكون الاوضة في جناحي بأخر دور بالقصر.. وملك كمان هجهزلها اوضة الاطفال
سألت كارمن بحرج: هي نادين مش بتنام في جناحك
أجاب ادهم بعدم اهتمام: لا ليها جناحها الخاص في الدور الثاني
اندهشت كثيرا من حديثه البارد عن زوجته، هي كانت زوجه اخيه، ولكنها كانت لا تعلم عن حياته الخاصة اي شي.
حاولت ان تصر علي قرارها، وهتفت بعناد طفولي: طب وليه انا كمان ماتكونش ليا اوضه خاصة !!
ادهم رفع حاجبيه ليقول بصرامه: انا اللي اقرر ومفيش نقاش في الموضوع دا تاني.
انزعجت كارمن منه كثيرا، لتهمس بصوت منخفض لكنه وصل اليه: مستبد!
قال أدهم مُبتسِمًا بجانبية: بتقولي حاجة !!
متابعة القراءة