مزيج العشق بقلم نورهان محسن
أخذ نفسًا عميقًا، محاولًا أن يهدأ ويدفع هذه الأفكار من رأسه.
افاقت على صوته من إلهاءها بمنظره المهلك، وعشت مرة اخري علي شفتيها في بخجل لأنها كانت تحدق به كالبلهاء.
حاولت أن تجمع أفكارها بسرعة، ونظرت إلى صينية الطعام، وقالت ببساطة: كنت بعملك الاكل ولما خلصته طلعت علي طول
اجابت روان بعفوية، فكانت تحلم دايمًا بأن تطعمه من يديها عندما يتزوجان: لا.. دا كان زمان دلوقتي مينفعش.. لازم تاكل من ايدي انا وبس
همس زين في داخله بضيق: ياتري يا روان دا قناع براءة مزيف برده ولا انا ظلمتك واتسرعت في قسۏتي عليكي
اتسعت عيونها ببراءة قائلة وهي تهز رأسها برفض: لا طبعا انا بطبخ كويس اوي ودلوقتي هتذوق وتقولي رأيك وانا متأكدة انك بعدها مش هتاكل من ايد اي حد الا انا
هزت رأسها بمعني لا
وقف امامها مباشرة وهو يأخذ منها صنية الطعام ويضعها علي المنضدة وقال: موافق اكل بس بشرط هتاكلي معايا
هتفت بإحراج وهي تنظر الي ارضية الغرفه: حاضر بس ممكن تلبس هدومك الاول
كانت تقضم شفتيها من التوتر كعادتها، غير مدركة أنها كانت تزيد من توهج نيران ذلك الواقف أمامها أكثر.
زاد احمرار وجنتاها أكثر من أسلوبه، وتحدثت بصوت هامس خجول: زين البس حاجة مايصحش تقعد كدا قدامي وكمان ممكن تاخد برد لو سمحت بقي
كان يفكر انها بالتأكيد لا تريد أن يمر هذا اليوم مرور الكرام، فهي لا تعرف ماذا تفعل به عندما تنطق إسمه بهذا حنان من شفتيها تعذيبه أكثر.
حاول أن يسيطر على أفكاره وهو يتوجه إلى الخزانة،ويخرج ملابسه ويتجه إلى الحمام في صمت.
و منذ ذلك الوقت وهي تخشى أن تقترب منه كثيرًا وهم بمفردهما فيقابلها بالنفور والبعد مرة أخرى، لذلك اصبحت تنام على الأريكة ليلًا وتترك له السرير، لكن عندما تستيقظ تجد نفسها على السرير وحدها، لأنه بعد يومين من زواجهما عاد إلى المستشفى بحجة العديد من الحالات الطارئه، ولا تراه إلا أثناء تناول طعام الغداء في تجمع العائلة، والوقت الذي يقضونه مع العائلة يشعرها فقط أنهم زوجين جدد.
ضحكت بخفة وهي تتذكر مشاكستها له أمام العائلة، فأحيانا تجلس بين ذراعيه او تتحدث معه بدلع، وتطعمه بيديها أمامهم، فتشعر بقشعريرة جسده بسبب لمسات يديها الناعمتين عندما تمسك بيديه.
هي نفسها تتعجب من جرأتها معه، لكن ما يطمئنها أنه لم يتجاهلها أو ينفر منها أمام الجميع علي العكس انه يتفاعل معها بشكل جيد.
همست تكلم نفسها بمرح ومكر انثوي: علي رأي سميرة سعيد لما قالت مش حتنازل عنك ابدا مهما يكوووون.. فاكر انك هتقدر تهرب من حبي ليك كتير يا زين.. ماشي اصبر عليا اما جننتك مابقاش انا روان الشناوي
في شركة كبيرة للإستيراد وتصدير
كان مراد جالسًا على كرسيه الأسود المريح، وعيناه تلمعان بشراسة وهو يقرأ هذا الخبر المنتشر على الإنترنت، ويشاهد الصورة التي جمعتهما، لكنه لم يستطع السيطرة على أعصابه أكثر من ذلك، وضړب الهاتف بقوة على الحائط، فټحطم الي اشلاء متناثرة على الأرض، وهو يتنفس پغضب.
دخل رجل عجوز إلى المكتب لكنه يتمتع ببنية قوية رغم كبر سنه والشيب يتخلل رأسه هو الحارس الخاص يدعى حاتم، لكنه ليس مجرد حارس، فهو كان الخادم المخلص لوالده، ومنذ ۏفاته وهو يساند مراد في كل ما يفعله.
حاتم وهو ينظر الي الهاتف المنثورة اشلائه علي الارض، قائلًا بقلة حيلة: وبعدين في عصبيتك الزايدة دي يا مراد مش معقولة كدا يا بني
نظر اليه مراد بعينيه الحمراء من فرط غضبه صائحًا پحقد وحنق شديد: انا سمعت كلامك ومارضتش اعمل حاجة ست شهور كاملة مع جوزها عشان المنظمة الزفت والعيون اللي مركزة معانا وقولت كويس انه م١ت لوحده لكن دلوقتي هي اتجوزت وصورهم في كل المواقع عايزني ازاي اهدا واستني
حاتم ينظر اليه بحيرة من أفعاله وقال: انا مش قادر افهم اشمعنا دي اللي مركز معاها بقالك سنه مش بتكلم عن حاجة غيرها.. مش كفايه اللي جرالك في ايطاليا عاوز تفتح ميه جبهة عليك ليه
هتف مراد پغضب وتملك: عشان عايزها انا صفيت الكلاب اللي حولو ېقتلوني بعد ماخرجت من المستشفي عشان ارجع هنا واتفرغ ليهم مش ورايا غير حاجة الا هي
حاول حاتم التحدث بهدوء لعله يستطيع اقناعه: بلاش تدخل في حرب مع العيلة دي انت عارف مركز ادهم البارون كويس في البلد لو حس انك بتراقبهم اكيد مش هيسكت
ضحك بتهكم قائلا غرور: سكرتيرة مكتبه مخدتش في ايدي ساعه واحدة وكانت مقدمة استقالتها
رفع حاتم حاجبيه متعجبًا، ليسأل بسخرية: عاوزها تعمل ايه لما تهددها بولادها يعني
هتف بإنتصار: المهم ان مكتب الزفت دا بقت كل اخباره عندي انت عارف ياسمين شاطرة وصعب حد يشك فيها
حاتم بقلق: ربنا يهديك يا بني بس عشان خطړي بلاش تجازف انت كنت بين الحياة والمoت من كام شهر
هتف مراد بتحدي: ماتقلقش يا حاتم انا مرتب لكل حاجة وفي الوقت المناسب هاخدها منه حتي لو وصلت اني اقتله
نهاية الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر ( شرارة عشق )..!