مزيج العشق بقلم نورهان محسن
اومأ ادهم بثقة: ومتأكد ان ذوقي هيعجبك زي ما عجبك في كل حاجة لحد دلوقتي الحمدلله
فكرت في نفسها أن كل تفصيلة به أو فعلها لها أعجبت بها حقًا بل انها عشقتها، لكنها تظاهرت بالعبوس وهي تجعد حاجبيها قائلة بمشاغبة: خليني ماشية وراك اما نشوف اخرتها ايه
هل كان يقرأ أفكارها أم ماذا؟
في منزل مالك البارون
لكنه رأى ضوءًا ضعيفًا في غرفة المعيشة، فذهب إلى هناك ليرى منظر مضحك للغاية.
يسر جالسة وفي حجرها طبق كبير من الفشار،
كتم مالك ضحكته بشدة على نظرتها الطفولية المړتعبة.
اقترب منها دون ان يصدر اي صوت، وعندما اصبح خلفها مباشرة وضع يديه على كتفها، هامسًا بصوت مخيف: أنا جيت
هدأت قليلا عندما تأكدت من أنه زوجها، وهي تضع يديها علي قلبها الذي تقسم انه كاد ان يوقف، وڠضبت كثيرا من مزاحته الثقيلة.
هتفت يسر بحنق وصړاخ: بقي انت تخضني بالشكل دا يا مفتري.. قلبي وقف حرام عليك
يسر بغيظ: مش هسيبك انهاردة.. هفطسك يا مالك
توقف عن الضحك فجأة، وهو يمسكها من معصمها ويجذبها نحوه،: اهون عليكي يا ياسو.. دا انا بحبك
جلس مالك وهو دفعها إلى الخلف دون أن يفصل قبلتهما، فلفّت يديها حول رقبته ونهض معها، وهو يلف قدميها حول خصره وسار بها نحو غرفتهما.
في المطعم
وجدت داخل أحد الأطباق التي فتحتها علبة مخملية باللون الأزرق الغامق تم فتحها مسبقا، ويظهر بداخلها خاتمًا رائعًا ومبدعًا من الماس، في منتصفه جوهرة زرقاء تشبه سماء عينيها على شكل قلب،
و تاريخ الشراء محفور بأناقة على العلبة.
نظرت كارمن إليه بصد@مة، وعيناها تلمعان بسؤال، قائلة بصوت هامس: ادهم...
قاطع حديثها، قائلًا بتمهل وهو يميل نحوها، ويسند بمرفقيه على الطاولة أمامها: قبل ما تسألي عارف عايزة تقولي ايه.. انا اشتريت الخاتم قبل جوازنا باسبوع.. بس ماقدمتوش ليكي عشان كنت عارف دماغك الناشفه هترفضي تلبيسه..
اردف بصوت ماكر، وهو يرفع حاجبيه: فاكرة قولتي ايه لمامتك لما طلبت منك تقلعي دبلة عمر؟
حدقت فيه بدهشة فكيف عرف ذلك، وتذكرت عندما عارضت والدتها علي عدم قدرتها على إزالة خاتم عمر من إصبعها، لكنها استسلمت لكلماتها في النهاية بعد جدال طويل بأنها ستبدأ حياة جديدة باختيارها، ويجب طي الماضي لمواصلة العيش.
ابتلعت كارمن لعابها قبل ان ترد عليه بتساءل: وانت عرفت ازاي الكلام دا؟
أجاب أدهم بنفس الهدوء، وابتسامة واثقة على شفتيه: لأن انا خليت مامتك تكلمك في الموضوع وطبعا هي بلغتني بكل حرف انتي قولتيه فمحبتش نبدأ حياتنا بخناقة من اولها
استمر في المزاح حتى لا يحرجها أكثر: كفاية القوانين اللي حطتيها من بعد ماسمعتي الوصية
خفضت كارمن بصرها، محرجة من صدق كلماته، ووقعت عيناها على الخاتم، لقد أعجبت به حقًا وأحبته كثيرًا، وشعرت بالحرج لأنها كانت قاسېة عليه وعلى نفسها منذ البداية، فما الخطأ الذي ارتكبه في حقها، ليتلقي كل هذا العناد والرفض منها؟
إغرورقت عيناها بالدموع لتزداد سحرا أخاذ هامسة بتردد: ادهم انا اسفة
تحدث أدهم بصوته الرزين يتغلغله عشق جارف، الذي ببساطة اخترق قلبها دون استئذان: حبيبتي مش عايزك تعتذري لان كل تصرف اتصرفتيه كان رد فعل طبيعي للظروف اللي مرينا بيها
ابتسمت كارمن له بحبور، وشعرت بارتياح شديد بسبب فهمه لها، فما من شيء أكثر دفئًا من كلمة أعرفك في موقف يتطلب تبريرًا.
مد أدهم يده إلى العلبة وأخذ منها الخاتم، ثم بسط يده إليها وقال بابتسامة عذبة: تسمحيلي !!
مدت كارمن يدها اليسرى إليه، وهي تشعر أن دقات قلبها تنبض پجنون، على عكس أي وقت آخر، ليمسكها بلطف ويضع بإصبعها البنصر خاتم الزواج الذي سيكون أول رابط حقيقي يجمعهما من الآن وإلى الأبد.
قبل أدهم يدها برقة، دون أن تبتعد عيناه عن عينيها، لينظر الي خدها الذي احمر خجلًا، لتصبح أجمل في عينيه.
قال أدهم بابتسامة، ونبرة دافئة تحمل في طياتها مقدار الحب الذي يتجاوز الحدود في قلبه، بينما لا يزال يمسك يدها بيده: دلوقتي الخاتم زاد جمالو لما لبستيه
عفويًا وجدت نفسها تضغط على يده بابتسامة جميلة تزين شفتيها، قائلة بسرور وقد قررت التخلي قليلا عن الخجل الذي يسيطر عليها في وجوده: بجد عجبني اوي ذوقك جميل ورقيق.. ميرسي يا ادهم علي كل حاجة الخاتم والفستان والعشاء ربنا يخليك ليا
حدق فيها بشغف، مستمتعًا بكلماتها التي هي بمثابة بلسم ينعش الروح والقلب، وتمتم: ويخليكي ليا يا حبيبتي
سحبت راحة يدها بلطف من يده، ثم قربتها من فمها بشكل تلقائي وقبلت الخاتم أمام عينيه التي تألقت بلهب الحب، والشوق الذي أحرق قلبه لسنوات عديدة.
تنحنحت كارمن برقة، غافلة عما فعلته به بحركتها: احنا مش هناكل الاكل هيبرد
بدأوا في تناول الطعام في جو حميمي يتسم بالدفء والعاطفة والمرح، وتحدثوا عن العديد من الموضوعات، واكتشفوا أشياء أخرى كثيرة مشتركة بينهم.
لقد استمتعت بالحديث معه كثيرا، حيث اكتشفت العديد من جوانب شخصيته التي لم تكن تعلم بوجودها، وتدريجيا نسيت توترها، ودخلت في محادثات شيقة معه.
.....: مش معقول ادهم بيه حضرتك هنا !!
انقطع حديثهم بسبب ذلك الصوت الأنثوي الرقيق.
نظرت كارمن إلى من حطمت سحر جلستهم الرومانسية.
كانت امرأة، ذات جمال فائق، وطويلة، وكان جسدها منسجمًا مع قوام رشيق، لم يكن فيها عيب واحد ظاهريا.
أومأ أدهم برأسه ترحيبًا بها، وهو يبتسم ابتسامة ساحرة جعلت قلب كارمن يغلي من الغيرة الحاړقة رغما عنها، فهي لا تريده ان يبتسم هكذا لغيرها ابدا، ولكن صعب جدًا أن تتحدث المرأة عن غيرتها على الحبيب، ولو كانت دماؤها مترعة بتلك الغيرة ومشاعرها تحترق.
ادهم بهدوء: ازيك يا رانيا
سبَّلت رانيا عينيها قائلة برقة: بخير بشوفتك اكيد.. حلوة جدا الصدفة دي وبعتذر لو قطعت حديثكم
ادهم ببساطة: مفيش مشكلة
أضاف موجهًا حديثه إلى كارمن بإبتسامة: دي رانيا من عارضات الازياء المميزات في الشركة.. اقدملك كارمن مراتي والمدير التنفيذي للشركة
مدت رانيا يدها لكارمن لتصافحها قائلة بابتسامة حلوة: اهلا وسهلا بحضرتك يا مدام اتشرفت بيكي..
كارمن بإبتسامة رقيقة: الشرف ليا.. فرصة سعيدة
رانيا: ميرسي عن اذنكم معايا صحابي
اردفت بنعومة مقصودة وهي تنظر لأدهم: وقريب هنتقابل عشان العرض يا ادهم بيه
بعد ذلك تركتهم وذهبت بهدوء، فحاولت كارمن تهدئة نفسها من خلال أخذ عدة أنفاس عميقة، لردع نفسها عن مشاعر الغيرة القوية التي اصبحت تراودها كثيرًا.
ادهم بهمس عميق دافئ: ايه اللي واخذ تفكيرك وانا معاكي
صدمت كارمن من صوته بجوار أذنيها، فرفعت رأسها في اتجاه الصوت، لتجد وجهها قريبًا جدًا من وجهه، وكان يجلس بالقرب منها ويميل جسده تجاهها وملاصقا لها.
بينما خلال شرودها قام أدهم من مقعده ليجلس بجانبها، فأحست بيده خلف ظهرها تلفها بحنان.
لا تعرف لماذا شعرت بالأمان عندما أحاطها بذراعه.
شعرت كارمن بالاسترخاء، على عكس المرات السابقة، عندما كان يجلس بجانبها، كان جسدها يصبح متيبسًا، لكن الآن تتنفس بثبات، ودقات قلبها تنبض بهدوء وبفرح، ربما لأنها تعرف الآن أن هناك حبًا بداخله لها.
بلا شك ان تلك المساحة المحصورة بين ذراعي المحب تغني عن اتساع كل هذا الكون، وهذا ما يسمى بالاحتواء.
اجابت كارمن بصدق وبشكل عفوي للغاية علي سؤاله، وشعور قوي يغمر روحها، وهي تحت تأثير لمساته الرقيقة على ظهرها وكتفها: انت
لا تعرف حقًا من أين حصلت على تلك الجراءة، لتجد نفسها ترفع يدها، وتلمس ذقنه بلطف ونعومة بابتسامة تزين ثغرها.
اتسعت حدقتى عينيه التي لمعت عشقا من اجابتها وحركتها اللطيفة، مما ألهب المزيد من المشاعر في جسده، وواصل حديثه في نفس الهمس العميق بأذنها، وهو ينظر مباشرة في عينيها ويسألها: تحبي ترقصي معايا؟
تشعر كما لو أنها مسحورة، وتسحبها قوة سحرية نحوه، لتجد نفسها تهز رأسها بالموافقة بدون اي وعي منها.
أمسك بيدها ووقفوا معًا ورافقها إلى حلبة الرقص.
وقف أدهم أمامها وهو يضع يده على خصرها، ليثير قشعريرة لذيذة في جسدها وهو يقربها منه بشدة، لتقول هي بإحراج وقد استوعبت الموقف الذي أوقعت نفسها فيه: ادهم انا مش برقص كويس
تحدث أدهم بهدوء، ونظر إليها بدفئ لتستكين رجفة جسدها بين يديه، متزامنًا مع استخدام يده اليسرى لربط أصابعه بأصابعها: ركزي مع الموسيقي واتحركي مع خطواتي
ترك خصرها للحظة، ثم رفع يدها اليسرى ووضعها على كتفه، ولف خصرها مرة أخرى بيده مبتسمًا لها، ليبدأ الحديث معها لمساعدتها على نسيان التوتر والاسترخاء والاستمتاع بتلك اللحظات.