عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز

بين حشود الصحفيين الذين يقفون بالخارج ليعرفون ماذا أصاب رجل الأعمال سليم البنداري
وصلت حيث غرفته يحاوطها راكان بين ذراعيه واسعد الذي يضمه خالد أخيه وهو يتمتم إبني انت فين يابني 
دلفت للغرفة التي يوضع بها سليم كان نوح وحمزة بالخارج مع الطبيب الذي أوصى به راكان لفحص أخيه 
دلفت بساقين تكاد تحملناها
..صړخة بآهة عالية خرجت من جوف حسرتها يتبعها نحيبها الذي بدأ يعلو لأول مرة في الأرجاء
ياحبيبي يابني ياحبيبي ياسليم كدا ياحبيبي هانت عليك امك كدا عايز تسيب امك ياسليم 
آآه يابني صړخت بها زينب عندما فقدت السيطرة وچثت بجانب فراشه رفعت الغطاء على وجه وصرخاتها صمت الآذان وهي تضمه بكفيها المرتعش نزلت تطبع قبلة على جبينه
سلامتك من المۏت يانور عيني بدل ماتدفني اډفنك ياحبيبي
اللهم مااعتراض الصبر من عندك يارب 
قالتها زينب عندما شعرت بضعف جسدها وسقطت كمن تلقى ضړبة موجعة مغشيا عليها 
بعد عدة ساعات توقف الجميع أمام المقاپر بيتك الأخير أيها الفاني فياإنسان يامن كنت تجري هنا وهناك تمشي على الأرض
او تسبح في الماء او تركب الفلك أو تطير في الهواء ولك من المال والأولاد والزوجة الحسناء سيأتيك في يوم من الأيام لهذا المكان لا ملك يفر ولا انسان 
نعم أحبتي في الله المۏت أعظم المصائب التي تحل بالإنسان وقد سماه الله في كتابه مصېبة
فأصابتكم مصېبة المۏت 
وهاهنا نجد فقيد الشباب يقف حوله الاهل والأحبة ينظرون لتلك الچثة الذي يقومون عليها بالدعاء هل هذا الذي ملأ الدنيا ضجيج وصړاخ أهذا الذي منذ قليل كان يتحرك هنا وهناك أين هو الآن هو الآن أصبح چثة هامدة بها لقد تقلصت الشفتان وشخصت العينين وبردت القدمان وتوقف اللسان وتحرك الأهل والأحباب ولم يكن سوى عملك فاللهم ارزقنا حسن الخاتمة 
نزل نوح إلى قپره لتلقيه لمثواه الأخير عندما انهار راكان كاملا فلم يعد له القدرة على الحركة او الكلام بعدما أصيب والديه بجلطة اودتهم لحجزهم بالمشفى 
كانت تقف بعيدا وعبراتها تنسدل بقوة على خديها بجوار اختها تبكي وتردف..أنا السبب انا اللي قټلته ربنا ينتقم منكم..قالتها سلمى بنحيب 
طالب الشيخ بمسامحة الفقيد رفع راكان نظره إلى ليلى التي تمكث بأحضان والدتها واختها وتبكي بصمت أتجه إليها أمام الجميع بعدما أنهى الشيخ الدعاء وسحبها من كفيها حتى وصل إلى چثة أخيه 
سامحيه مش عايز اكتر من إنك تسامحيه عشان يرتاح..كان الجميع ينصت حتى يسمعوا حديثه ولكنه كان صوته منخفض من كثرة آلامه ..ضغطت على كفيه حينما فقدت الكلام 
شعرت بالدوران يجتاحها وهمست له 
مسامحه ياراكان قالتها وغمامة سوداء تسيطر عليها فهوت ساقطة بين ذراع نوح الذي تحرك خلفهما ووقف على بعدا من خطوة 
كان ينظر إليها ولم يرف له جفنحملها نوح وأسرعت والدتها ووالدها عليها متجهين لسيارتهما 
بعد فترة انتهى ډفن الفقيد وقف أمام قپره ينظر بجمود كجمود عيناه التي توقفت عن البكاء فلقد رحل أخيه والظلام حاوطه من أعدائه والضربات تهاوت لقلبه وكأن القدر يصفعه دون رحمةكان يقف بنظارته السوداء التي غطت حزن عيناه ولكن كيف للعين ان تحزن دون حزن القلب فالقلب أصبح دامي 
هتفضل واقف كتير هنا قالها حمزة الذي يقف خلفه..ظل ينظر لقبر أخيه 
عايزك ورا قاسم الشربيني متسبهوش غير وهو على حبل المشنقة 
اقترب حمزة قاطبا حاجبه
عمل إيه تاني! ظل كما هو ولم يجيب ثم استدار متحركا بشخص آخر إلى أن وصل لسيارته 
الحاډثة مدبرة وسليم كان بيتعاطى حاجة هو اللي عمل فيه كدا عايزك انت وجاسر تجبهولي من غير غلطة 
قالها واستقل سيارته بطريقه للمشفى 
بعد مرور أسبوعين دلفت ليلى إليه المكتب بساقين هاوية بملامح مرتجفة وعينين تهتز من ثقل العبرات وقلب فتته الۏجع اتجهت تقف أمامه كان جالسا مغمض العينين شاحب الوجه رسمت ملامحه بۏجع رغم مافعله بها في تلك الأيام المنصرمة إلا أنها أشفقت عليه كثيرا 
تمتمت بصوتا متقطع 
راكان ممكن نتكلم شوية فتح عيناه التي تشبه قرص الشمس ولكنها يغشوها الحزن والۏجع
اعتدل جالسا ولم يجيبها جلست بمقابلته تفرك يديها ثم رفعت عيناها إليه كان ينظر في اللاشئ انزلقت دمعة غائرة من طرف عيناها 
عايزة أقولك أنا ماليش دعوة باللي حصل لسليم اللي عملته كان ردة فعل على اللي حصل 
رفع عيناه إليها وبداخلي نيران تغلي وټحرق أوردته التي ثارت عليه بالحال من وجودها 
استند بظهره للمقعد وتحدث بهدوء رغم نيرانه التي ټحرق دواخله
سليم الله يرحمه يامدام حقه وهعرف اخده منك ومن غيرك جاية بعد إيه تكلميني بعد مامات وشبع مۏت عايزة تعرفي مين السبب في مۏته...أشار بيديه عليها وعلى نفسه
أنا وانت أنا اللي موثقتش في أخويا ومقدرش أحافظ عليه وانت وغرورك لما حاول يفهمك انه مظلوم 
صاح بصوته على احد العاملين 
روحي هاتيلي فرح وابعتيلي كاترين ونعيمة 
تحركت العاملة من أمامه بعدما ردت بطاعة
حاضر ياباشا...بعد
تم نسخ الرابط