عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز

تجلس أمام بعض أشجار الفراولة وتدون بعض الملاحظات وبجوارها أسيا قاطعت أسيا إهتمامها بفحص النبات قائلة 
أسما المهرة مريضة ولازم نوح يعرف توقفت تقطب جبينها 
هو إنت مش عرفتيه.. تنهدت أسيا قائلة 
هو أنا بقيت أشوفه بيرجع متأخر..ربتت على كتفها قائلة
قوليله ياأسما أنا عالجتها بس برضو لازم يعرف عشان فيه فيرس منتشر في الحيوانات الأيام دي 

هزت رأسها واجابتها 
حاضر ياأسيا لما يجي هقوله...دققت أسيا بملامحها الباهتة 
هتفضلي لحد إمتى وانت كدا ..اتجهت بنظرها لصديقتها وشعور قاس يفترس روحها المغدورة فانبثقت عبرة على وجنتيها
لو قولتلك حاسة إني مش عايشة أصلا هتصدقي 
ربتت أسيا على ظهرها وتحدثت
نوح بيحبك قوي ياأسما اقعدي معاه وافهمي منه ليه عمل كدا...قاطعهم صوت سيارة راكان 
اتجهت أسما إليه حينما ترجل متجها لحظيرة الأحصنة ...حضرة المستشار!!
قالتها أسما حينما وجدته تخطها دون حديث توقف ينظر إليها 
فيه حاجة...!استغربت طريقته وصوته الذي يحتوي على نبرة الألم 
اقتربت وتحدثت 
نوح مش موجود..تحرك وهو يجيبها
عارف..بعد قليل خرج وهو يتمطى جواده
لم يشعر بالوقت الذي يتمطى به حصانه ظل يسير دون هدى بين الحقول حتى أرهق حصانه وقف يلتقط أنفاسه بصعوبة ثم نزل وجلس على الأرض الصلبة يضغط على قلبه المحترق الذي شعر بنبضه يتوقف ذهب بذاكرته لضعفه الذي لم يستطع السيطرة على نفسه من قلبه الضعيف حيث تذكر منذ عدة ساعات وهما بالبيت اللذان قضا بهما ليلتهما الأولى ..تنهد وذاكرة خروجها وبحثه عنها بين الأشجار حينها شعر بتوقف نبضه 
عندما وجدها تتألم انتفض ذعرا إليها حتى هوت بين يديه
ضړب على وجهها يضمها لصدره قائلا 
أنا هنا حبيبي افتحي عينيكي ړعب مظهره وتثلجت اوصاله من شحوب وجهها الذي أصبح محاكيا للموتى وشفتيها التي تخضبت بزرقة باهتة هز رأسه رافضا مما حدث لها وحرارته
المرتفعة 
شدد من عناقها وضمھا بقوة وهو يزأر بصوته كأسد جريح 
بأسمها ليلىوكأن سماء الشتاء تبكي لبكائه فتساقطت الأمطار بغزارة عليهما مما جعله ينهض ليضمها لصدره يخفيها بداخله بعيدا عن مياه المطر نظر إليها بقلبه الحزين بعدما مسح وجهه الغارق بالدموع التي اختلطت بمياه الأمطار لينحني على ثغرها ...خرج من ذكرياته على صوت صهيل الحصان 
جلس مستندا على أحد الأشجار شعر بنسمة هواء ورغم إنها باردة إلا أنه ابتسم عندما تذكر قبلاته لها فكانت مثلجة للروح مرت على قلبه وتركت أثرها الفاتن بين ثنايا الروح وضع كفيه على خاصته يتلمسها وكأن أثرها مازال بها 
أطبق على جفنيه وتمنى لو هي بجواره آلان لأذاقها من عشقه مالم يرويه أحدا ولكنه فتح عيناه مټألما لما صار بينهما 
حالة غريبة سيطرت عليه حالة متناقضة غريبة يعيشها معها في خضم أحاسيس أرهقته واثقلت سيطرته وشعوره بالخروج من سيطرتها شعر وكأنه في منتصف متاهة لا يعلم كيف يخرج منها 
ظل جالسا بمكانه متحدثا لنفسه
آه ليلى خلتيني أشعر بالعجز لا عارف ابعد ولاعارف أقرب كل اللي اعرفه انك مرض ومش عارف اشفى منه 
عند ليلى بعد خروج زينب اتجهت لغرفة طفلها اقتربت من فراش صغيرها جذب مقعد وجلست بجواره تمسد على خصلاتهثم ملست على وجنتيه ابتسمت على ملامحه فهو مزيج من زوجها المټوفي وعاشق روحها أخذت تمرر كفيها على خصلاته الناعمة وهي تتذكر ماصار منذ عدة ساعات التي بدأت تظهر بوضوح أمام عيناها وحديثه الذي يتردد بأذنيها من إعترافه من عشقها الضاري لقلبه 
تنهيدة حاړقة خرجت من جوفها وهي تتذكر همسه لها بعشقه الذي تغلغل بوريده اختلط وجهها بدموعها ونيران قلبها من الغيرة التي حطمها كيف له أن يعشقها ويرتبط بأخرى كيف له أن يعشقها كما شعرت وهو يؤلم روحها بتلك الطريقة..فتح طفلها عينيه وهو يبتسم ويدفع اقدامه بالهواء حتى تحمله اعتدل الطفل جالسا وحاول أن يستند على فراشه..كانت تراقب حركاته وتبتسم لقد انتشلها من أحزان قلبها 
رفعته تضمه لصدرها وطبعت قبلة على وجنتيه صباح الخير أميري جذب خصلاتها وقهقاته بالأرتفاع ضمته وهي تدور به حتى دلفت مربيته
وهي تحمل طعامه 
صباح الخير مدام ليلى 
صباح الخير ياهدى..خدي أمير غيريله وفطريه عشان هننزل انا وهو مشوار 
اومأت العاملة تحمل الطفل بينما ذهبت ليلى لغرفتها عندما استمعت لرنين هاتفها 
أسما عاملة إيه! 
تنهدت أسما وأجابتها 
الحمد لله..صمتت لبعض اللحظات ثم تسائلت
إيه اللي حصل ياليلى!
ضيقت ليلى عيناها متسائلة
مش فاهمة قصدك 
تحركت أسما وهي تراقب بنظراتها راكان الذي عاد بجواده ووجهه عبارة عن لوحة من الألم والۏجع فتسائلت 
إيه اللي حصل وصل راكان للحالة دي 
شعرت پألم يتسرب لخلاياها فعلمت بوجوده بمزرعة نوح..فتحدثت قائلة
مفيش حاجة مهمة كالعادة خناقتنا اللي مابتخلصش ..صمتت للحظة ثم تحدثت
هو عندك من زمان تحركت أسما متجهة لمنزلها مردفة
بقاله تلات ساعات تقريبا بيلف بالحصان بس متكلمش معايا في حاجة حتى نوح مش موجود 
اتجهت ليلى لخزانة ملابسها واردفت 
طلبت منه الطلاق..صاعقة نزلت على أسما من كلمات ليلى
اكيد اټجننتي
تم نسخ الرابط